*كتب – ياسر الاعسم **
حضرنا ملتقى عدن الثاني والذي انعقد تحت شعار ” هي تستحق أن نعمل من أجلها” ، الفكرة جميلة والعنوان كبير و يدغدغ المشاعر، ولكن السؤال الذي (يزن) في رأسي، ما الذي تغيير في عدن منذ الملتقى الأول ويستحق أن يراهنوا عليه ويجعلهم يتسابقون على عقد الملتقى لثاني، قال أحدهم ساخرا : ” الأختلاف هو أن كروش بعضهم زادت انتفاخا “.
* سنوات وعدن تعيش ليس واقعا تعيسا، بل وقحا أيضاً، وقد نكون كلنا شاركنا بطعنها خوفا أو جشعا، ولا نزايد على أحد أو نبرأ انفسنا، ولكن ما يشفع لنا أننا مواطنين نسير بجانب الحائط ونلهث وراء لقمة عيشنا، فنحن مجرد صحفي لا نملك غير قلمنا وضميرنا وكثيرا ما تعسفت وقاحتهم بكلماتنا، ولكن مسؤولية معاناة عدن تقع على الذين بيدهم السلطة ولا يملكون غير البكاء والكلام والفساد وأشرفهم أضعف من شرفه !.
* الرعاية ليس لوحة إعلانية و(بنر) وصرفة وعناوين براقة، فإذا كانت عدن تهم (معين) كنا وجدناه أول الحاضرين، وإذا ملتقى التنمية والتوعية والخدمات من أجلها ما غاب عنه كبير سلطتها، ولكنها بهرجة كذابة تدفع عدن ثمنها.
* بعض الذين تصدروا المنصة ونفشوا ريشهم وتحدثوا عن تنمية عدن، هم جزء من معاناتها وأسباب تعاستها، فالوكيل (الشاذلي) عمره في المنصب أكبر من عمر طفل ولد وأصبح اليوم تلميذ في الثانوية وربما الجامعة واتحداهم أن يذكروا حسنة واحدة في ميزانه، ولا يكفي أن يردد ( عدن هي أمي) لكي نتعاطف معه ونصدقه، و(باعبيد) الذي يعتقد أنه لأبد أن تتجرد المدينة من زمنها الجميل حتى تستطيع جر قاطرة النهضة، عرفته عدن منذ فترة طويلة مسؤولا بغرفتها التجارية ومن ثم رئيسها ونحسبه يلعب بالبيضة والحجر ، ففي عهده بلغ جشع التجار ذروته على حساب خبز أطفالنا، والوزير (العوج) الذي يرى عدن جنة ومحطة مهمة يدور حولها العالم ويدعو لأن تستعيد مكانتها، هو أحد (عيال) النظام الذين اقسموا على جعل عدن قرية وفي أيامه كمدير مصفاتها انطفئت شعلة البريقة.
* ذاكرتنا ليست مثقوبة، وعدن المدينة والناس لن يغفروا لكثير من المسؤولين ، فعند بداية الحرب (فحط) معظم وجوه سلطتها وتركوها وأهلها للقتل والدمار و الحصار والتشرد والنزوح، وبعد أن أنتهت المعركة عادوا على صهوة نصرها وجثامين شهدائها ودموع الأمهات وقهر الأباء وأنين الأرامل وتيتم الصغار، ونجدهم يتلونون و يسطرون منجزاتهم بدمائنا وتضحياتنا دون حمرة خجل.
* جربناهم ، فعدن لن تنهض بأدوات الفشل والفساد ذاتها والذين خذلوها في أصعب لحظاتها، وعلى كثيرين أن يقدموا استقالتهم أذا كانوا فعلا يحبونها، وعندها قد ترى المدينة ضوء في آخر النفق.
* صرفة وعيشة والنتيجة صفر ، ياجماعة الضرب في الميت حرام.
– ياسر محمد الأعسم/ عدن