آخر تحديث للموقع : السبت - 19 يوليو 2025 - 03:12 م

شؤون البلد


أحمد العديني والإبحار غير الآمن

السبت - 19 يوليو 2025 - 11:20 ص بتوقيت عدن

أحمد العديني والإبحار غير الآمن

! كتب: ماهر المتوكّل



كثيرون هم التجار والشخصيات الاجتماعية التي عشقت الرياضة، وآمنت بضرورة دعم الواقع الشبابي والرياضي، لكن القليل منهم من ترك سيرة طيبة، ومرجعية في صناعة الود والمعروف والإنسانية، ورعاية العديد من الحالات الإنسانية، بفضل كرم نفوسهم، وطيب أصلهم، وحرصهم على أداء واجباتهم الإنسانية، ودعم الشباب والرياضيين الذين أضرت بهم الحياة، ولم يجدوا من يشعر بآلامهم ومعاناتهم إلا بعض الداعمين الذين ارتدوا ثياب التواضع، وامتهنوا حب الآخرين، وتطبيب جراحهم.

والعم أحمد العديني، نائب رئيس مجلس الشرف الأعلى لنادي شعب إب، أحد أولئك المتفرّدين في حب الناس، والمسارعين إلى مدّ يد العون والمعروف لمن يستحق، رغم أن الواقع لم يعد كما كان، وما مررنا به في العقدين الماضيين من أزمات أثّر على اقتصادات دول، وأصاب التجارة بانتكاسات، ناهيك عن الكوارث التي حلّت بسبب جائحة كورونا والحروب وسائر الوقائع.

وسأتحدث هنا عن العم أحمد العديني من جانب إنساني وشخصي، من واقع تجربتي الخاصة، ومحاولة رصد بعض التفاصيل التي خبرتها أو تيقنت منها، كما هي معي، ومع غيري.

وأعتبر الكتابة عن العم أحمد العديني إبحارًا غير آمن!
فأنت تحاول العبور في بحر من المواقف والأفعال أشبه بالأمواج الهائجة المتداخلة، ولا يمكنك الإلمام بكل ما هو مُعلن، فما بالك بما هو غير معلن من مواقف إنسانية ورعاية، سواء كانت معي أو مع آخرين.

نعم، العم أحمد العديني هو مرجع في النبل، ورجل يتجسد فيه الوفاء وكرم الإسناد، بعيدًا عن الأضواء، ولا يعنيه سوى أداء الواجب وإتمامه، من دون أن يشترط الإعلان كما يفعل آخرون.

حكايات ومواقف وقصص متداخلة تخصني وتربكني، تجعلني عاجزًا عن لملمة شريط الذكريات الذي يمتد لعقود.

وطيّبو الأصل يؤمنون أن مبادراتهم عادية من وجهة نظرهم، ولا يدركون حجم أثرها فيمن يمدّونهم بماء الحياة، وبثّ روح التفاؤل بأن الخير لا يزال موجودًا، وأنه ليس مجرّد حكايات من الماضي.
ذلك لأنها تنبع من قناعاتهم، ومن فضلٍ فُطروا عليه، كابرًا عن كابر، حتى أصبحت تلك الأفعال سجية، وأمرًا اعتياديًا، يمارسونه كأسلوب حياة، قوامه الأفعال النبيلة وصناعة المعروف، التي لا يجيدون سواها.

ويمتاز النبلاء عن غيرهم بأنهم يمتهنون العطاء دون مَنٍّ أو كِبر، على عكس بعض من يرون في الخير وسيلة للتفاخر.

الخلاصة:
كل ما نستطيع أن نُدوّنه هنا هو اعترافنا بالودّ، وبالمعروف، وبكثرة المواقف الطيبة التي جمعتنا بالعم أحمد العديني، كما جمعت غيرنا به.
فهو يظل متفرّدًا في كل شيء، ولن نفيه حقه مهما اجتهدنا أو جودنا.

وبس خلاص.