آخر تحديث للموقع : الأحد - 02 نوفمبر 2025 - 02:29 م
بعد الإصابة والانفصال.. كيف يعيد فليك بناء يامال الجديد؟
الأحد - 02 نوفمبر 2025 - 02:07 م بتوقيت عدن
عدن سبورت - متابعات - كوورة
في برشلونة، تتبلور ملامح مشروع فني جديد يقوده هانز فليك بهدوء وثقة، هذا المشروع عنوانه “تكوين لامين يامال من جديد”، ليس من خلال الانقلابات التكتيكية أو الضغط النفسي، بل عبر فلسفة ألمانية دقيقة تقوم على الحديث، والحماية، والتدرج.
ويدرك المدرب الألماني أن الشاب البالغ من العمر 18 عامًا لا يحتاج فقط إلى مدرب يرسم له الخطط، بل إلى مرشد يقوده نحو النضج داخل الملعب وخارجه، بعد أسابيع مليئة بالجدل حول مستواه، وإصابته المزعجة، وحتى حياته الخاصة.
وبعد الكلاسيكو الأخير أمام ريال مدريد، تصاعدت الانتقادات الموجهة إلى يامال، الذي بدا بعيدًا عن أفضل مستوياته، في وقت تزامن مع تجدد معاناته من إصابة في منطقة العانة.
ومع غياب بيدري، ازدادت التساؤلات داخل النادي وخارجه حول جدوى نقل يامال إلى العمق، ليقترب أكثر من منطقة صناعة اللعب.
الاقتراح لم يأتِ من الصحافة وحدها، بل تبناه بعض رموز النادي القدامى مثل تشارلي ريكساش، الذي شبّه المسار المحتمل ليامال بتطور ليونيل ميسي حين انتقل من الجناح إلى القلب.
الدوري الإسباني
برشلونة crest
برشلونة
2 نوفمبر 2025
20:30
إلتشي crest
إلتشي
لكن فليك، الذي يعيش مشروعه الأول الكامل مع برشلونة، بدا أكثر تحفظًا وواقعية، ففي مؤتمره الصحفي الأخير قبل مواجهة إلتشي، أكد أن الحل لا يكمن في “الهروب من المركز”، بل في استعادة الثقة من نفس المنطقة التي لمع فيها أولًا.
وقال المدرب الألماني: "أعتقد أن أفضل طريقة ليامال كي يعود إلى أفضل نسخة منه الآن هي اللعب في مركزه الطبيعي. في بعض المواقف يمكنه الدخول إلى العمق، لكن الأهم هو أن يلمس الكرة كثيرًا، لأن هذا ما يمنحه الحياة".
العمق بين الفكرة والواقع
من الواضح أن فليك لا يُغلق الباب أمام التغيير، بل يريد أن يفتحه بحذر، فبينما يرى في يامال لاعبًا موهوبًا قادرًا على الإبداع من أي مساحة، إلا أنه يُدرك أن نقل شاب في طور النمو من الجناح إلى العمق فجأة قد يكون مغامرة أكثر منها خطة.
لذلك، تعتمد فلسفته الحالية على التدرج، ومنح اللاعب حرية الدخول إلى المساحات الداخلية خلال بعض الفترات من المباراة، دون أن يفقد موقعه الأساسي على الخط، وبهذه الطريقة، يُعوّده على القراءة المركزية للملعب دون أن يحرمه من لعبته المفضلة على الأطراف.
ولا ينفصل هذا الجانب الفني عن الملف البدني، إذ يعاني يامال منذ أسابيع من مشكلة في العانة تُدار بطرق علاج تحفظية لتجنّب الجراحة.
ولهذا، فإن تغيير مركزه نحو اللعب في العمق، حيث تزداد الكثافة البدنية والاحتكاكات، قد يزيد من الضغط العضلي عليه، ويدرك فليك أن السرعة في التغيير قد تدمّر أكثر مما تبني، ولذلك يُصر على الدمج بين العلاج، والثقة، والتدريب الذهني في آن واحد.
الحوار قبل التعليمات
وراء التكتيك، يحرص فليك على الجانب النفسي في التعامل مع اللاعب الصغير.
وفي مؤتمره الصحفي، تحدث بوضوح عن فلسفة التواصل مع المراهقين في بيئة احترافية مليئة بالتوتر، مؤكدًا أن “الحديث هو الحل”.
وقال فليك: "نتحدث دائمًا، نحن صادقان معًا، هو يعرف أنني سأحميه دائمًا. إنه شاب رائع للغاية".
هذا البعد الإنساني هو ما يميّز طريقة فليك في الإدارة، إذ لا يكتفي بتعليم اللاعبين “ماذا يفعلون”، بل يزرع فيهم الشعور بأنهم جزء من مشروع يُبنى على الثقة لا على الأوامر.
ويبدو أن يامال يحتاج إلى هذه البيئة أكثر من أي وقت مضى، في ظل ضجيج الإعلام، وضغوط المقارنات المبكرة بميسي، وتذبذب مستواه البدني بسبب الإصابة.
من الملعب إلى الحياة الخاصة
القصة مع فليك لا تقتصر على التدريب والتمرير، حيث أعلن يامال انفصاله، مساء السبت، عن المغنية الأرجنتينية نيكي نيكول، بعد علاقة كانت حديث وسائل الإعلام في إسبانيا وأمريكا اللاتينية.
وقال يامال في تصريح مقتضب إنه "لم يحدث شيء كبير، لقد انفصلنا فقط، وكل ما يُقال غير صحيح".
ورغم بساطة التصريح، فإن الحدث لم يمرّ مرور الكرام داخل النادي، إذ تشير بعض التقارير إلى أن إدارة برشلونة، بالتنسيق مع فليك، بدأت تُفكر في زيادة الرقابة الإرشادية على حياة يامال خارج الملعب، ليس بهدف السيطرة، بل لحمايته من الانشغال بالعوامل الجانبية التي قد تُبطئ نضجه الرياضي.
ويبدو أن فليك، بخبرته في إدارة نجوم بايرن ميونيخ سابقًا، يدرك أن الموهبة تحتاج إلى توازن إنساني بقدر حاجتها إلى انضباط فني.
ففي برشلونة اليوم، لا يقتصر المشروع على تطوير الجناح السريع، بل على تربية نجم قادر على تحمّل الضوء دون أن يحترق به، ومن هنا جاءت استراتيجية “الاحتواء” التي يتّبعها فليك: دعم علني أمام الصحافة، وحوار شخصي في التدريبات، ومتابعة دقيقة لصحته البدنية والنفسية.
ملامح المشروع الجديد
كل ما يحدث حول يامال يوحي بأننا أمام عملية إعادة بناء شاملة، فيها فليك أقرب إلى المعلم منه إلى المدرب، يسير خطوة بخطوة لبناء لاعب شامل وقائد فني للمستقبل.
وقد تكون إصابة بيدري فتحت باب التجريب، لكنّ طريقة فليك تُظهر أنه لا يريد أن يُحمّل الصبي فوق طاقته، بل أن ينقله بهدوء من مرحلة "الموهبة المبهرة" إلى "الركيزة التكتيكية".
حتى الآن، النتائج لم تكتمل، لكن المؤشرات إيجابية، ففليك يتحدث بثقة، ويامال يشارك رغم الألم، والنادي يدعم النهج الهادئ بعيدًا عن الضوضاء.
مشروع "يامال الجديد"، الذي يشرف عليه فليك مع إدارة برشلونة، ليس مجرد خطة لتغيير مركز، بل هو مدرسة في بناء الإنسان قبل اللاعب.
الأحد/02/نوفمبر/2025 - 02:29 م
الأحد/02/نوفمبر/2025 - 02:07 م
الأحد/02/نوفمبر/2025 - 08:01 ص
الأحد/02/نوفمبر/2025 - 07:33 ص