آخر تحديث للموقع : السبت - 29 نوفمبر 2025 - 11:30 م

رياضة عالمية

برشلونة في ورطة.. تير شتيجن يتأخر وفليك يحسم قراره

السبت - 29 نوفمبر 2025 - 01:57 م بتوقيت عدن

عدن سبورت - متابعات - كوورة

تتواصل معاناة الألماني مارك أندري تير شتيجن، حارس مرمى برشلونة، مع الإصابة التي يعاني منها في الظهر، في وقت يزداد فيه الغموض حول مستقبله مع النادي الكتالوني، بعدما تجاوزت فترة غيابه المدة التشخيصية الأولية بأكثر من شهر.

ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الحارس الألماني لتسريع عودته إلى الملاعب، فإن التطورات الأخيرة تُعقّد المشهد داخل برشلونة وتثير المزيد من التساؤلات حول وضعه الحالي والمقبل.

وبحسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، يُكمل تير شتيجن، اليوم السبت، أربعة أشهر كاملة منذ خضوعه للعملية الجراحية في مدينة بوردو الفرنسية، والتي أجرتها الطبيبة أميلي ليجليز بإشراف مباشر من الجهاز الطبي في برشلونة.

وقبل خمسة أيام فقط من الجراحة التي خضع لها في 29 يوليو، أعلن تير شتيجن عبر حساباته الرقمية أنه سيغيب لمدة ثلاثة أشهر، وهو تشخيص اعتبره البعض غير معتاد في ذلك الوقت، نظرًا لعدم مروره بعد بغرفة العمليات. إلا أن فترة غيابه امتدت لشهر إضافي دون أن يتمكن من العودة إلى التدريبات الجماعية.

وتشير الصحيفة إلى أن الحارس الألماني يواصل العمل على أرض الملعب داخل المدينة الرياضية بعيدًا عن المجموعة، حيث يسعى جاهدًا إلى تسريع عملية التعافي حفاظًا على حاضره ومستقبله الرياضي. وأكدت مصادر داخل النادي أن تير شتيجن يسير في الاتجاه الصحيح وفق الخطة العلاجية الموضوعة، رغم تأخر عودته عن الموعد المتوقع في البداية.

تدريبات منفصلة وسباق مع الزمن

ويشارك الحارس الألماني، الذي رافق الفريق في رحلته الأخيرة إلى لندن، في تدريبات المدرب هانز فليك منذ عدة أيام ولكن بشكل منفصل، حيث يركز على استعادة جاهزيته البدنية تدريجيًا.

ورغم أن تير شتيجن أبلغ إدارة برشلونة بنيته القتال من أجل استعادة مركز الحارس الأول، فإنه يدرك أن وضعه تغيّر في عهد فليك، الذي منحه ثقته الكبرى للحارس الشاب خوان جارسيا. ويهدف تير شتيجن حاليًا إلى استعادة إيقاع المباريات، وهو ما يجعل خيار الرحيل في سوق الانتقالات المقبلة مطروحًا بقوة.

وبحسب التقارير، تلقت إدارة برشلونة عدة عروض تطلب ضم الحارس الألماني لمدة نصف موسم، إلا أن النادي لم يتعامل بجدية مع أي منها حتى الآن. من جانبه، يحرص تير شتيجن على دراسة جميع الخيارات المتاحة قبل اتخاذ القرار النهائي.

وفي سياق متصل، كشف يوليان ناجلسمان، مدرب منتخب ألمانيا، قبل ثلاثة أسابيع، عن موقفه من مستقبل تير شتيجن، عقب اتصال جمعهما مؤخرًا، حيث قال: "أثق في أن أحد الأندية سيتعاقد معه. إنه حارس مميز للغاية، وأنا واثق من أنه سيجد الحل المناسب ويلعب بانتظام."

مسيرة لامعة

يُعد مارك أندري تير شتيجن، المولود في 30 أبريل 1992 بمدينة مونشنغلادباخ الألمانية، واحدًا من أبرز حراس المرمى في جيله، بفضل أسلوبه العصري الذي يجمع بين ردود الفعل الاستثنائية والقدرة الكبيرة على اللعب بالقدمين. منذ بداياته الأولى، شق طريقه بثبات نحو قمة كرة القدم الأوروبية مع برشلونة ومنتخب ألمانيا.

انضم تير شتيجن إلى أكاديمية بوروسيا مونشنغلادباخ في سن مبكرة، وتدرج في مختلف الفئات العمرية، قبل أن يثبت نفسه بسرعة كأحد أبرز المواهب الواعدة. وخاض أول مباراة له في الدوري الألماني في أبريل 2011، ليصبح بعدها الحارس الأول للفريق، مسجلًا 108 مباريات في البوندسليغا، وملفتًا أنظار كبار الأندية الأوروبية.

الانتقال إلى برشلونة وصناعة المجد

في صيف 2014، نجح برشلونة في ضم تير شتيجن مقابل 12 مليون يورو، ليبدأ صفحة جديدة من مسيرته الاحترافية. وفي موسمه الأول (2014-2015)، لعب دورًا حاسمًا في تتويج الفريق بالثلاثية التاريخية: "دوري أبطال أوروبا – الدوري الإسباني – كأس ملك إسبانيا"، حيث كان الحارس الأساسي في مسابقتي الكأس ودوري الأبطال.

وبفضل قدرته على التكيف مع أسلوب برشلونة القائم على الاستحواذ وبناء اللعب من الخلف، أصبح الحارس الأول بلا منازع، وركنًا رئيسيًا في هوية الفريق لسنوات طويلة.

وخلال مسيرته مع برشلونة، فاز تير شتيجن بالعديد من الألقاب، منها 6 بطولات للدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية. كما خاض أكثر من 400 مباراة رسمية بقميص البلوجرانا، وحافظ على نظافة شباكه في عدد كبير من اللقاءات، بفضل هدوئه وثباته وقدرته العالية على التمرير.

المسيرة الدولية والتحديات

شارك تير شتيجن مع المنتخب الألماني في جميع الفئات العمرية، وصولًا إلى المنتخب الأول الذي خاض معه أول مباراة دولية عام 2012. وعلى الرغم من أدائه المُبهر مع برشلونة، وجد نفسه في منافسة مستمرة مع مانويل نوير على مركز الحارس الأساسي في "المانشافت".

تواجد تير شتيجن مع المنتخب في أبرز البطولات، مثل: "يورو 2016 و2024، كأس القارات 2017 (توج باللقب)، كأس العالم 2018 و2022". ورغم المنافسة الشرسة، ظل خيارًا موثوقًا، بل أصبح في فترات معينة الحارس الأول للمنتخب في ظل إصابات نوير.