آخر تحديث للموقع : الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:39 م

مقالات رياضية


مهلا أيها المزورون ..!

الأربعاء - 03 أغسطس 2022 - الساعة 02:52 م

محمد العولقي
الكاتب: محمد العولقي - ارشيف الكاتب


*
* يمكنك أن تحرق كل ملفات الماضي و تبول عليها و تتغوط إن شئت، لكنك لن تحرق التاريخ و لن تصادر أحداثه ولن تمنعه من التحليق في فضاء الحق و الفضيلة ..
* يمكنك أن تزور الهوية و أن تبني في خيالك جبالا من المغالطات و الأوهام، لكنك لن تجد وسيلة واحدة للتحايل على التاريخ و غسل أدمغة الناس بالأكاذيب ..
* يمكنك أيضا أن تسرق و تسطو على كل الأرشيف و تعدم أوراقه زورا و بهتانا،لكنك حتما ستفشل في تزوير أرقام التاريخ أو حتى تحويرها و أدلجتها سياسيا..
* تابعت بقلب مثقوب من الألم بعض (الجهلة) في الفضائيات اليمنية و هم ينسفون ماض رياضة الجنوب و يتجنون على تاريخها من خلال استنساخ المغالطات بهدف إدخاله دائرة النسيان لأهداف يعلمها كل من في رأسه خلية مخ..
* عندما تنعدم الأخلاق و تصبح الفضائيات مجرد شاهد زور على تحريف التاريخ، ثم تنعق و تنعب بمغالطات تفرضها علينا كحقائق وطنية دامغة، فليس أمامي إلا امتطاء صهوة الإفحام مستخدما صميل التاريخ للرد على هواة التزوير و طمس التاريخ بالتغرير ..
* عمر رياضة الجنوب 117 سنة بالتمام و الكمال، تشهد لها الجمعية الوطنية العدنية التي تأسست عام 1934 لترتيب وضع الأندية الكثيرة، و يشهد لها نادي التلال الذي تأسس عام 1905، بعد كل هذا الإرث الرياضي الكبير الذي يفرض رياضة الجنوب رائدة في الشرق الأوسط يأتي بعض المعتوهين و المصابين بداء الأمية و الجاهلية ليختزلوا رياضتنا في عمر دولة الوحدة ..
تخيلوا .. شعب عظيم يمتلك تاريخا رياضيا حافلا و زاخرا دخل في شراكة مع شعب له أيضا تاريخ لا يمكن إنكاره و إن كان منسوبه أقل من الناحية الزمنية، لكن بقدرة (غادر) يذوب إرث رياضي عظيم في فنجان (وحدوي) عمره فقط 32 عاما، فأصبحنا بهذه الحسبة خلف منغوليا و بوتان و جزر القمر ..
* قبل أعوام تجنوا على تاريخ منتخب اليمن الجنوبي، و بجرة قلم نسبوا فضل التأهل الأول لنهائيات كأس آسيا لمنتخب 2019، و لأن الكذب حبله قصير خرج الاتحاد الآسيوي نفسه ليؤكد بالأرقام و النتائج أن منتخب اليمن الجنوبي كان أول من بلغ النهائيات في طهران عام 1976، تاريخ مجيد كانت فيه معظم رياضة الخليج مجرد نطفة و علقة في رحم الغيب ..
* قبلها أيضا طمسوا حقيقة منتخب ناشئي اليمن الجنوبي الذي كان أول من تأهل إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين عام 1985 في الدوحة، و منحوا صك الامتياز لمنتخب عام 2002
* حتى تاريخ النجم الكبير أبو بكر الماس لم يسلم من عبث العابثين، ففي سابقة احتيال هي الأولى من نوعها مسحوا أسبقية الماس الذي يحمل لقب أول لاعب يمني سجل هدفا في تصفيات كأس العالم في مرمى البحرين، و منحوا اللقب ظلما و عدوانا للاعب وحدة صنعاء عبد الناصر عباس..
* الهداف الشعلاوي محمد حسن (أبو علاء) طمسوا أهدافه التي سجلها قبل عام (الوحدة)، فلم يعد بهذه الحسبة المهترئة صاحب الرقم القياسي كهداف للدوري اليمني ..
* في كل مرة كنت أتصدى وحيدا لحرب تزوير و طمس الحقائق، و في كل جولة أكسب الرهان متسلحا بأرقام التاريخ التي لا تكذب و لا تتجمل، تتنامى الحملة المستعرة لطمس تاريخ و هوية رياضة الجنوب بطريقة منظمة تدار من مطابخ سياسية تسعى لتغطية عين شمس رياضة الجنوب بغربال الوحدة اليمنية..
* هذه المرة خرج علينا محللون لا يأخذون من البقر حليبها فقط و إنما خوارها و تفكيرها، و تمادوا في غيهم مجردين منتخب اليمن الجنوبي للشباب من حقه الأدبي و التاريخي، هكذا بدون كسوف أو حتى حمرة خجل..
* الجماعة اخترعوا لنا تاريخا من خرم إبرة ما بعد عام 1990، و عندما تواجه منتخب اليمن مع المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب، انهمر سيل المغالطات و الكذب بمختلف ألوانه، طلعوا علينا بمعلومة ركيكة المبنى مختلة المعنى تقول:
أول مباراة على مستوى فئة الشباب بين المنتخبين اليمني و السعودي جرت في صنعاء عام 2003 في تصفيات كأس آسيا وكسبها منتخب اليمن بهدفين دون رد..
* و لأنني أكره سرقة التاريخ و أمقت قلب الحقائق و أحقد حقد الجمال على مزوري التاريخ، فهذا ردي مدعم من موقع الاتحاد العربي لكرة القدم:
* عام 1985 التقى منتخبا اليمن الجنوبي و السعودي في بطولة كأس فلسطين بالجزائر، و انتهت المباراة بالتعادل السلبي، وقتها تنفس مدرب المنتخب السعودي البرازيلي (إيفو) الصعداء منوها إلى صعوبة هذا المنتخب المنظم الذي قاده المدرب الوطني أحمد صالح قيراط..
* و لكي تفخروا بهذا المنتخب و تنصفوا مدربه (القيراط) في قبره، اتضح بعد ذلك أن منتخب اليمن الجنوبي كان المنتخب الوحيد الذي وقف الند للند في وجه المنتخب السعودي الذي اجتاز بعدها كل المنتخبات بمنتهى السهولة بما فيها الجزائر إلى أن توج بطلا على بساط الجدارة و الاستحقاق..
كان منتخب اليمن الجنوبي الوحيد الذي انتزع نقطة ثمينة من مخالب الأخضر السعودي، و الوحيد الذي لم تهتز شباكه و حافظ عليها عذراء دون باقي المنتخبات العربية ..
* كل أمة تفخر بتاريخها بين الشعوب و تحتفي به و تخلده و تفرضه منهجا للأجيال اللاحقة إلا بلدنا اليمن الذي ابتلى بعقليات كرتونية مربعة لا تفهم قيمة القديم و لا تتبناه كنديم ..
* خذوا هذه الواقعة من شعب ألماني يحترم التاريخ و لا يتجرأ على طمسه تحت أي ذريعة:
الشهر قبل الماضي تلقى اللاعب يورغن شبارفاسر خطابا من الاتحاد الألماني لكرة القدم يهنئه على مرور 48 عاما على هدفه في مرمى منتخب ألمانيا الغربية في نهائيات كأس العالم بميونخ عام 1974
كان اللاعب وقتها يمثل منتخب ألمانيا الشرقية، و بهذا الهدف فازت المانيا الشرقية على جارتها الغربية في قلب ميونخ و حرمتها من تصدر المجموعة.
بعدها تحولت البرقية إلى حدث تناولته كل الفضائيات الألمانية دون أن يظهر من بينهم أحمق يقول:
هذا الاحتفال خطر على الوحدة بين الألمانيتين..
* أسأل هنا :
هل يمكن للاعب مثل جمال حمدي أن يحتفي بعد شهر تقريبا بهدفه (التحفة) في مرمى عبد الجبار عباس حارس مرمى منتخب اليمن الجنوبي؟
وقتها كان جمال حمدي قائدا لمنتخب اليمن الشمالي في البطولة الرباعية التي أقيمت عام 1985 بصنعاء احتفاء بالذكرى الثالثة و العشرين لثورة 26 سبتمبر، لكن إحقاقا للحق شارك منتخب اليمن الجنوبي في الدورة الرباعية بمنتخب الشباب بتوجيه مباشر من الرئيس علي ناصر محمد عوضا عن المنتخب الأول لأسباب ليس هذا وقتها.
* بالطبع لو خرج جمال حمدي و احتفى بهذا الهدف ستقوم عليه القيامة، سيخون و يتهمونه أنه انفصالي و ضد الوحدة، و ربما ينفونه إلى جزيرة نائية في أحسن الأحوال
طيب ماذا لو أن الفاكهة صالح الحاج خرج عن صمته و أعلن أن أجمل هدف سجله في تاريخه كان في مرمى منتخب اليمن الشمالي بالكويت عام 1988 في تصفيات كأس آسيا للناشئين، هل سيتقبل مزورو التاريخ هذه الحقيقة بروح رياضية؟ أم سيهاجمون الحاج و يتهمونه بالعمالة بحجة أن هذا الهدف خطر على الوحدة اليمنية و حنين إلى ماضي الرفاق؟
* كل الأمم تحترم التاريخ القديم على أساس أن من ليس له ماض ليس له حاضر إلا في اليمن، حيث يصبح الحديث عن رياضة جنوبية عمرها زهاء 117 عاما خيانة وطنية عقوبتها الإعدام برصاص القذف و السب و الشتم و الخيانة العظمى..!

* نقلا عن صحيفة الأيام الورقية