آخر تحديث للموقع : الخميس - 14 أغسطس 2025 - 10:44 م
مقالات
كرتنا في زمن "الواتساب"..!!
الخميس - 14 أغسطس 2025 - الساعة 10:03 م
ناصر الساكت
العالم من حولنا يمضي بخطى متسارعة نحو التقدم في كل شيء، بينما نحن في اليمن ما زلنا واقفين في مكاننا، وكأن الزمن قد تجمّد عندنا، فأصبح يشدنا الحنين للماضي، نسترجع ذكرياته، بأيامه، بآلامه، بكل ما فيه ..!
شعوب الأرض تعيش حاضرها بما حققته من نهضة ورخاء وحداثة، ولا ترى في الماضي سوى صفحة طُويت وزمن ولى وفات .. ونحن، فبدل أن نصنع حاضرا يليق بنا، بتنا نتغنى بماض مضى ونتحسر عليه، ونراه زمنا جميلا، فقط لأن حاضرنا مثقل بالأزمات والكوارث ومستقبلنا يبدو أكثر قتامة، في كل المجالات، بما فيها كرة القدم التي كانت يوما صاحبة "الريادة" على مستوى المنطقة، قبل أن تتراجع إلى مؤخرة الصفوف في "زمن الواتساب"..!
المحسوبية، والمجاملة، وغياب التخطيط، واغتراب الاتحاد العام لكرة القدم، كلها عوامل ألقت بظلالها على واقع اللعبة والمنتخبات الوطنية.. ونحن الذين كنا في الماضي نهز الأرض ويخشانا الآخرون، أما اليوم فصرنا نبحث عن إنجاز صغير كغريق يبحث عن قشة، وعند كل فشل "كلوي" لم نجد من وسيلة لمدارات "خيبتنا" سوى البكاء على الزمن الجميل..!
مسألة اختيار لاعبي المنتخبات الوطنية لم تعد تخضع لمعيار الاستحقاق إلا فيما ندر، وصارت المجاملات والعطايا هي الفيصل. حتى أن كثير من المدربين لم يعودوا يكلفون أنفسهم عناء السفر الى المحافظات للبحث الميداني عن المواهب، بعدما أصبح "الواتساب" صاحب الامتياز في الترشيح في "مراسلات" أو مناسبات كثيرة، مرفقا باسم اللاعب ورقم الحوالة ..!
أتذكر زمان، كان الوصول إلى محافظة المهرة مهمة صعبة وشاقة، ناهيك عن صعوبة التواصل والاتصال، أما العثور على لاعبين مميزين فكان مهمة أشد تعقيدا، ومع ذلك، كان المدربون يشدّون الرحال إليها للبحث عن الموهوبين، اليوم، ورغم أن كل شيء أصبح ميسّرا، نجد أن المهرة باتت خارج أجندة قيادة الاتحاد وبعض المدربين، ولا يتذكرونها إلا إذا كانت لهم حاجة أو مصلحة تماما كما فعلوها في 2023م عندما لم "يجدوا" لمنتخب الشباب معسكرا تدريبيا آمنا يأويه، وجهة تتكفل بتمويله، يومها لم تنفذ الموقف إلا "المهرة" ..!
امنحوا المهرة حقها من الاهتمام كجزء من اليمن، إذا لم يكن من أجل المصلحة العامة، فمن باب "رد الجميل" ضعوها في أولوياتكم، ففيها "12" ناديا رياضيا تمارس مختلف الألعاب، مليئة بالخامات الصاعدة الواعدة، زوروها، ابحثوا بجدية عن مواهبها الكروية، ستجدون أكثر من لاعب بموهبة الدولي "محمد خميس" لاعب نادي شباب الغيصة السابق ونجم منتخب الناشئين في الزمن الجميل، أحد اكتشافات المدرب الراحل "عوضين" في أواخر الثمانينات..!!
لقد تغيّر كل شيء، من وسائل النقل إلى والاتصال، وسرعة وسهولة الوصول، إلا أن عقلية اتحاد "المغتربين" المتحجرة، يبدو أنها لم تستوعب أن الوطن يستحق البذل والتضحية لترفع رأيته عاليا في كل المحافل، ولا الانتكاسات التي تلاحقنا بسبب هذه العقليات، بل ولا حتى "حقيقة" أن الرياضة وكرة القدم تحديدا لم تعد مجرد لعبة، وأنها أصبحت مرآة تعكس واقع المجتمعات، دون النظر في دلالات أنه عندما تنكسر هذه المرآة تتكشف "عيوبا" في المستطيل الأخضر وما أكثرها ..!
إن إنقاذ ما تبقى من "كرتنا" لا يحتاج إلى لجان شكلية أو اجتماعات خارج حدود الوظن أو تصريحات إعلامية منمقة أو التقاط صور، بل إلى إرادة حقيقية تضع المصلحة العامة فوق الأسماء والمصالح الشخصية، وتعيد الاعتبار للكفاءة والاستحقاق. فكما كنا يوما نخيف الخصوم يمكننا أن نعود، لكن فقط إذا توقفنا عن العبث الحاصل وبدأنا نصنع الحاضر ونخطط للمستقل ..! فلنخلص النوايا ونتخلص من حاجة اسمها العطايا ..!
الخميس/14/أغسطس/2025 - 10:35 م
الخميس/14/أغسطس/2025 - 10:05 م
الخميس/14/أغسطس/2025 - 03:58 م
الخميس/14/أغسطس/2025 - 03:56 م