آخر تحديث للموقع : الجمعة - 29 مارس 2024 - 04:46 ص

مقالات رياضية


* تكتيك (فخاخي)..!

الأربعاء - 22 مارس 2023 - الساعة 09:27 م

محمد العولقي
الكاتب: محمد العولقي - ارشيف الكاتب




* فجأة انقلب رئيس اتحاد الكرة الأخ أحمد العيسي على صندوقه الأسود عبد الجبار سلام بصورة غير متوقعة، معلنا اسدال الستارة على زواج المصالح بين الطرفين.
* ليست لدي خلفية عن خفايا و أسرار إقالة (جباري) من رئاسة فرع اتحاد الكرة بعدن و تعيين بديل له من نفس طراز (صبن و البس)، لكن الواضح أن سنوات العسل بين العيسي و الجباري قد تحولت بين غمضة عين و انتباهتها إلى (بصل).
* لطالما كان (جباري) واحدا من قطع العيسي الرابحة التي يحركها على رقعة الشطرنج حسب أهواء النفس الأمارة بالسوء، و لطالما أثبت (جباري) في مناسبات كثيرة أن ولاءه للعيسي لا غبار عليه، و إن يبتر العيسي (جوكره) في عدن بهذه الصورة المخزية، فهذا دليل على أن المصالح عندما تنتهي تبدأ الأحقاد.
* لست هنا معنيا بمواصفات (جباري) الذي يرى فيه مناوؤه أنه (فخاخي) يتلون حسب طبيعة كل مرحلة، لكنني هنا معني بتفسير الإقالة التي تضعنا على فوهة بركان أسئلة تقذف حمما مفادها:
لماذا انقلب العيسي على صندوقه الأسود في عدن الآن بالذات، و قد كان (جباري) واحدا من أهم رموز التهدئة بين العيسي و مؤمن السقاف؟
هل الإقالة تعني أن (الجباري) كارت محروق لم يعد ذا جدوى؟ أم أن الإقالة تكتيك (عيساوي) ينتقل من خلاله (الشيبة) المشاغب من ضفة (يمن العيسي الاتحادي) إلى ضفة (الجنوب العربي الفيدرالي) لغرض في نفس مخرج سيناريو الإقالة؟
و بصورة أدق :
هل الإقالة تعني طلاق بالثلاثة بين الجباري و اتحاد الكرة؟ أم أنها مناورة ثنائية مدفوعة الأجر؟
و إذا كان الجباري (تزنقل) و انتقل كلاعب محترف إلى مشروع دولة الجنوب، فكيف يمكن تفسيره و هو الرجل الذي يراه الكثيرون تربية الحزب الاشتراكي؟
* عن نفسي لا أصدق أن (الجباري) باع العيسي، و اشترى بدلا عنه موقفا لا ينسجم مع أفق العيسي السياسي، و عليه فان إقالة (الجباري) مجرد دراما مخابراتية تذكرك بدور رأفت الهجان في إسرائيل.
* مجرد التفكير في إرجاع أسباب الإقالة إلى توتر سطحي بين العيسي و الجباري يبعث على الضحك و الاستلقاء على الظهر من فرط هذه الكوميديا البلهاء، لسبب بسيط أن الجباري ما فتئ يردد دائما شعاره : الله.. العيسي ..الوطن.
* حملت الإقالة أسبابا ظاهرها إدانة (جباري) بأنه أصبح مشتبها في ولائه و مواليا للانتقالي الجنوبي، و باطنها تجاوزات عادية يمكن (التعامس) عليها، علما أنها لا تصل إلى حد الجريمة التي تستوجب العقاب بالكي.
* العيسي نفسه يلعب في كل مكان و على مختلف الحبال، و يعتبر هذه الألعاب شغل سياسة كشر لابد منه ( وهذا في العرف السياسي عادي حسب إفرازات كل مرحلة)، فهل (الجباري) قليل الحيلة حتى لا يفهم أن التقارب مع مؤمن السقاف خيانة عظمى لمشروع (العيسي) السياسي؟
* خذوا بالكم (العيسي) بشحمه و لحمه طبع علاقاته مع الانتقالي ولو من تحت الطاولة (و هذا أيضا سلوك سياسي مباح وفقا و قانون ميكيافيللي الغاية تبرر الوسيلة)، بدليل أنه أصبح يتقبل أن تقام البطولات في عدن بالتعاون و الشراكة مع دائرة الشباب و الطلاب بالمجلس الانتقالي الجنوبي، فهل حلال على (العيسي) هذا التقارب و حرام على (جباري)؟
* لست هنا أدافع عن (جباري) الذي علمته الحياة السياسية و تقلبات مراحلها كيف يلعب بالبيضة و الحجر باعتباره وجه فسفوري بلا ملامح، إلى درجة أن مناوئيه يرونه ثعلبا ماكرا يعرف كيف يعطيك من طرف اللسان حلاوة؟ و كيف يروغ و يراوغ و يخرج من كل مرحلة مثل الشعرة من العجين؟
* أنا هنا - و أعوذ بالله من شر نفسي و سيء عملي- أحاول هضم قرار استعصى على معدتي، على خلفية أن العيسي كان و لازال يرى في (جباري) قبعة أسراره و اليد التي يبطش بها في عدن، فهل هناك بعد هذا الوصف الدقيق و الصادق من يعتقد أن الإقالة خروج (جباري) عن طاعة العيسي؟
* تمعنوا في مسار العلاقة بين هذا الثنائي بروية و هدوء دون انفعال عاطفي، و سترون الإقالة مجرد بداية تدشين مرحلة جديدة من تحالفات شيطانية تكتيكية خفايا باطنها تختلف تماما عن نوايا ظاهرها.. وهنا تكمن الحبكة الدرامية بين العيسي و الجباري ، ومعها مش حتقدر تغمض عنيك.