آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 15 يوليو 2025 - 08:10 ص
البطولات المحلية نقطة انطلاق النجوم ورافد للمنتخبات ومصدر قيمة للاتحاد والأندية:-
الأحد - 13 يوليو 2025 - 08:16 م بتوقيت عدن
مطر الفتيح
بعد التزكية.. أكثر من نصف عام على إخفاء الكرة المحلية!
— اتحاد الكرة مطالب بتقديم التنازلات من أجل نجاحه والإقتراب من الجميع
— المسابقات المحلية ضعيفة في غياب العمالقة وحضور القرارات أضر بها
✍️ مطر الفتيح
منذ إعادة تزكية الشيخ أحمد العيسي رئيساً لاتحاد كرة القدم اليمنية لدورة جديدة تنتهي العام 2028، لم تدُر عجلة المستديرة الساحرة في الملاعب المحلية اليمنية بشكل رسمي كبطولات كروية لمختلف الدرجات، ليقتصر النشاط على إعداد المنتخبات الوطنية للاستحقاقات الخارجية، دون إيلاء الشأن الداخلي أدنى اهتمام.
في أول اجتماع لمجلس إدارة الاتحاد، تم إقرار المشاركة في البطولات الخليجية، وتجهيز المنتخبات وتطويرها، وضرورة تنظيم معسكرات تدريبية داخلية وخارجية استعداداً للاستحقاقات القادمة .. إلى جانب ذلك، تم تعيين لجنة أُطلق عليها (لجنة لم الشمل) مهمتها تقريب وجهات النظر مع الأندية المنسحبة والمقاطعة للمسير الوطني للكرة .. ولم يناقش المجتمعون موضوع إقامة المسابقات المحلية التي غابت تماماً عن الساحة، ومن قبلها غابت عن عقول القيادة المستهلكة!
حجر الأساس والتنافسية
يمكن اعتبار الدوريات والبطولات المحلية المنتظمة الحجر الأساس في بناء منتخب ممتع وقوي يُلبي الطموح .. فمثل تلك الفعاليات المتعددة لجميع الفئات العمرية، وصولاً للفرق الأولى تُساعد القائمين على المنتخبات الوطنية في اكتشاف اللاعبين الذين يستحقون ارتداء الشعار (الحلم)، وتُسهل عملية مراقبة تطورهم وتحسنهم على أرض الواقع، واختبارهم في بيئة تنافسية صلبة .. كما تُوفر إقامة مثل تلك الأحداث الكروية تجربة مثالية للاعبين والجماهير وكذلك الرعاة والداعمين، وتعمل على تحسين صورة الأندية والجهة المنظمة، مما يُولد الشعور بالجماعية ويعزز تحقيق الأهداف.
قاعدة متينة وخيارات مفتوحة
إن مشاركة اللاعبين في مباريات مستدامة ومستمرة أمر يُحافظ على لياقتهم وجاهزيتهم، وهو ما يصعب تعويضه أحياناً في المعسكرات .. فالبطولات تُساعد على توفير قاعدة لا حدود لها من اللاعبين الجيدين والمؤهلين، مما يمنح المدربين خيارات واسعة للبناء على مستوى الأندية والمنتخب.
فاللاعبون الذين اعتادوا على ضغوط المباريات وحدة التنافس فيها، وعاشوا الأجواء المشحونة بالحماس والإثارة، إلى جانب تحقيق النتائج الإيجابية والتعامل عن قُرب مع الجمهور بشكل متواصل، هي عوامل تصنع لاعباً يختلف تماماً عن ذلك القادم من الجمود والخمول إلى تربصات المنتخبات دون أي تجربة أو خبرة مسبقة.
يعلم الجميع أن إقامة دوريات قوية، تشمل متنافسين كُثر وتستند إلى عقليات تدريبية مختلفة المدارس، يُسهم كثيراً في تسهيل مهمة مدربي المنتخبات لابتكار أساليب معينة بحسب توجهاتهم وتطلعاتهم، وبما يمتلكونه من إمكانات بشرية.
بطولتين في عشر سنوات عجاف
إن حالة الجمود التي صاحبت الكرة اليمنية خلال السنوات العشر الأخيرة جراء الوضع الراهن والصراع الدائر، لم ينتج عنها سوى إقامة بطولتين فقط (21 / 22 فحمان أبين) و (23 / 24 أهلي صنعاء)، ودوري أبطال المحافظات والدرجة الثانية في نسختين كسيحتين .. تلك النسخ خلفت وراءها الكثير من الإشكالات بين الأندية والاتحاد العام، وصلت حد القطيعة والانسحاب من قبل فرق كبيرة وعريقة، صاحبها قرارات اتحادية متسرعة زادت حجم الفجوة بين القيادة والقاعدة.
لم تعد تلك البطولات بالصورة التي كانت تنتظرها الجماهير المتعطشة .. بل اعتبرت في نموذجيها الأخيرين بلا نكهة أو عنوان، فاقدة للروح والمتعة .. وزاد من تراجعها عدم اهتمام الاتحاد بمطالب الأندية التصحيحية، واللامبالاة التي انتهجها تجاه معالجة هذا الخلل، حاملاً شعار : أنا ومن بعدي الطوفان!.
كرة الثلج وفقدان البريق
يعلم اتحاد الكرة أنه لا يمكن تعويض المسابقات المحلية، كونها تمثل النظام البيئي والصحي الضروري لإيجاد منتخب قوي كمحصلة نهائية .. لقد أخفق (العيسي) ورفاقه في إدارة كتلة الثلج تلك، فجعلها تتدحرج وتكبر دون معالجتها بحكمة وتقارب .. فعدم القدرة على كسب ثقة أندية العاصمة عدن، والاقتراب من وزارة العاصمة المؤقتة عدن وأنديتها لتقريب وجهات النظر كما هو حاصل مع وزارة صنعاء يؤكد أن المرونة والسلاسة في إدارة الأمور تكاد تكون غائبة أو منحازة.
خسارة كبيرة أن تفقد البطولات المحلية فريقاً كبيراً وعنيداً كالصقر، وأعمدة حقيقية للنجاح والتحدي والتوهج كالتلال والوحدة والشعلة، وأن يُعاقب كل صارخ بالحق ومتمسك باللوائح والقوانين التي يتم اختراقها وتجاهل التعامل معها باحترام ومهنية .. لقد فقدت الكرة جمالها وبهاءها وهيبتها بتلك التصرفات.
بين الصمت والخسارة
الأحداث الكروية القوية والمستمرة هي من تصنع منتخباً قوياً، وليس العكس، بحسب العقليات التي تدير الكرة المحلية بـ(البركة)! فالقادمون لخدمة الوطن عن طريق التزكية و التوسط، أو النزول الميداني لرؤية نماذج بطريقة ساندويتشية، لا يمكن أن يُشبعوا رغبات المدربين .. على سبيل المثال : كيف يمكنك اختيار لاعبين من محافظات كـ تعز، الحديدة، المهرة، إب، ذمار، شبوة، أبين، لحج… إلخ، وهي لا تنشط كروياً إلا في البطولات الرمضانية أو الشعبية وسط ملاعب صغيرة وغير رسمية أو مؤهلة، في حين أن عدن وصنعاء هما الوحيدتان اللتان تنظمان أنشطة متواصلة لجميع الأعمار؟!.
الاستمرار في الخطأ وتكرار ذلك السقوط بإسراف ودون معالجة لا يخدم الكرة اليمنية في الداخل والخارج .. فالكوادر إما فضلت الصمت والخروج من دائرة الخلل بهدوء، وإما غرقت في ذلك المستنقع الذي سحب معه أسماء انغمست في الطين وأغرقت معها بقايا اللعبة الجميلة و المُتعبة.
انتظار للإيجابيات
تنتظر الجماهير خطوات فعالة وإيجابية تعيد فرقها المحببة إلى الملاعب بشكل رسمي، في منافسات حقيقية وقوية وليست افتراضية أو بطريقة التجمعات المملة! اتحاد الكرة مطالب بتقديم التنازلات لضمان جودة بطولاته ومناقشة وجهات النظر مع من اصبحوا خصومه اليوم ، وإعادة التفكير في نظام المسابقات الرسمية وقراراته المتسرعة، التي كان ضحيتها عمالقة الكرة الذين يصنعون القوة والقيمة والثقل للمسابقات الاتحادية الرسمية.
التنازل ليس عيباً، بل العيب أن يوغل الاتحاد أكثر في الخطأ ويجرف معه سبب بقائه وقوته .. لقد غاب الاحترام والتقدير بين القيادة والعمومية بسبب غياب المسئولية والشفافية والإقتراب من الجميع .. لقد اتخذ المسير الوطني للكرة اليمنية من كل ذلك وسيلة للقمع كما يراه المتابعون والنقاد .. فالقوانين والقرارات من وضعها، يمكنه تعديلها وتغييرها والتحكم بها فلماذا لا يتم التفكير بالفرامانات المتخذة ؟ و إعادة النظر فيها لما يصب في المصلحة العامة ولم الشمل من جديد ، وأكرر هنا للمرة الثانية: لا تجعلوا البعد والقطيعة وغياب المهنية وتلك القوانين (كرباجاً) في وجه الآخرين فتخسروهم، ربما ذات يوم ستُجلدون بذات السوط !.
الثلاثاء/15/يوليو/2025 - 08:10 ص
الثلاثاء/15/يوليو/2025 - 08:06 ص
الثلاثاء/15/يوليو/2025 - 07:52 ص
الثلاثاء/15/يوليو/2025 - 07:39 ص