آخر تحديث للموقع : الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 03:10 م

رياضة محلية


الإعلام الرياضي الحضرمي… بين التألق والفردية

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 03:10 م بتوقيت عدن

الإعلام الرياضي الحضرمي… بين التألق والفردية

كتب /عابد علي الخلاقي



يُعدّ الإعلام الرياضي في حضرموت واحدًا من أبرز المساحات التي أثبتت حضورها رغم التحديات، فقد لمع فيه العديد من الأسماء التي تمكنت عبر سنوات من العمل الجاد أن تقدّم مادة إعلامية ذات جودة ومهنية. وجاء هذا التميّز نتيجة خبرات تراكمية، واجتهادات شخصية، وشغف كبير بالرياضة المحلية التي تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة. ومع ذلك، فإن هذا البريق لم يخلُ من ظلال أثّرت على مسيرة الإعلام الرياضي وأضعفت من قدرته على التحول إلى عمل مؤسسي منظم.

الملاحَظ أن معظم الكُتّاب والإعلاميين الرياضيين في حضرموت يعملون كلٌ في نطاقه الخاص، في جزرٍ منفصلة لا يربطها جسور تعاون ولا خطط مشتركة. ورغم أن الساحة تضم أسماءً تمتلك خبرة وحضورًا وتأثيرًا، إلا أن كل واحد منهم يحتفظ بمعلومة هنا، أو سبق صحفي هناك، وكأنها ملكية خاصة لا يجوز مشاركتها. هذه الفردية، وإن قدّمت أحيانًا إنجازًا شخصيًا، فإنها تسحب من رصيد العمل الجماعي الذي يُفترض أن يكون العمود الفقري لأي نشاط إعلامي مهني.

ومن المؤسف أن هذه الحالة لا تقتصر على الإعلام الرياضي فحسب، بل تمتد إلى مجالات أخرى في حضرموت، حتى أصبحت ظاهرة تُثقل واقع العمل العام. فغياب روح الفريق، وهيمنة النزعة الفردية، والانغلاق على الذات، كلها عوامل جعلت من العمل الإعلامي – على أهميته – هشًّا في بنيته المؤسسية، وغير قادر على التحول إلى منظومة متكاملة تنقل الرياضة المحلية إلى مساحات أوسع من الاهتمام والمتابعة.

إن الاحتكار الإعلامي وسيطرة الأنانية لا يحرم الجمهور فقط من محتوى متنوع ومتجدد، بل يحرم الإعلاميين أنفسهم من فرص التطور والنمو. فالتجارب العالمية والإقليمية أثبتت أن الإعلام الرياضي لا يزدهر إلا حين يعمل ضمن منظومة تشاركية، يتقاسم فيها الصحفيون المعلومات، ويتبادلون الخبرات، ويصنعون معًا مشهدًا إعلاميًا متماسكًا يرفع من قيمة الرياضة ويُبرز أبطالها.

لهذا، فإن الحاجة تبدو اليوم أكثر إلحاحًا لإعادة النظر في آلية عمل الإعلام الرياضي الحضرمي، والانتقال من العمل الفردي إلى العمل الجماعي، ومن الاجتهادات المتفرقة إلى البناء المؤسسي المنظم. فحضرموت تمتلك الطاقات، والكفاءات، والقدرات، ولا ينقصها سوى منظومة إعلامية متعاونة، تُعيد ترتيب البيت الرياضي، وتطلق روحًا جديدة تجعل من الإعلام الرياضي رافعة حقيقية للرياضة المحلية، لا مجرد جهود شخصية متفرقة تتلاشى بعد الوهج الأول.