آخر تحديث للموقع : الجمعة - 19 أبريل 2024 - 06:47 ص

مقالات رياضية


المنتخبات اليمنية.. مواهب بالفطرة.. إدارة بلا بوصلة..!

الثلاثاء - 30 مايو 2023 - الساعة 06:56 ص

عبدالله الصعفاني
الكاتب: عبدالله الصعفاني - ارشيف الكاتب





قبل إجراء عملية القرعة لتسمية مجموعات تصفيات آسيا للمنتخبات الأولمبية رددنا كمشجعين للمنتخب اليمني: يا رب اجعلنا في مجموعة سهلة عشان نبتسم، و”تطلع الصورة حلوة..”.
وزاد بعضنا فقال:
تعبنا من المشاركة ضمن مجموعات تنتهي بتهنئة “مبروك جاء لك قلق..”، وما حدث في قرعة المنتخب الأولمبي أن رياح القرعة كما تشتهي سفينتنا البائسة..! قولوا الحمد لله..
* منتخبنا الأولمبي محظوظ في مسألة التصنيف الآسيوي لأننا ضمن الفئة الثالثة، فئة “مشِّي حالك”.. وإذا كان مستوانا هو النطيحة فلا خوف ولا توجس لأننا سنلعب ليس مع المتردية وما أكله السبع وإنما مع منتخبات بلا تاريخ.. هل هناك افضل من أن تنافس على التأهل عن مجموعتك أمام منتخبات أحدها يمثل دولة غوام.. فيما نحن بلد سبق وهز فيها صالح بن ربيعة ليس سور فيتنام وسنغافورة وإنما سور الصين بقذيفة لا تصد ولا ترد كما وصل منتخب الأمل اليمني إلى نهائيات كأس العالم بفينلندا، ولعبوا مع جيل كرستيانوا رونالدو.
وكنت عقبت على تساؤل زميلنا بشير سنان حول السؤال الاستطلاعي، هل نتأهل بالقول:
إذا لم نتأهل ضمن الأوائل عن المجموعة الثالثة أو ضمن الأربعة التواني في المجموعات، فإن على اللاعبين ومدربهم واتحاد الكرة وأنا وبشير أن نرحل.. إلى أين نرحل.. مش عارف.
* ولكن هل الأمر بهذه السهولة؟
الجواب “لا” لأسباب عديدة، أولها أن الآخرين، قويهم والضعيف، يخطط ونحن نلخبط..!
أعرف أن بعضكم سيقول كيف تتوجس وأنت من بلاد الكيف حيث من خضرة القات في عيوننا أسئلة أو كما قال عظيم اليمن عبدالله البردوني.
ببساطة.. نحن نتلعثم قبل كل مشاركة لأن منتخباتنا هي الوحيدة التي لا ينزل مسؤولو اتحاد كرة القدم لزيارتها، وإنما هي التي تلحقهم إلى مدن الشتات.
قيادة الاتحاد في القاهرة.. خلاص تروح المنتخبات القاهرة حتى لو لم يكن هناك ترتيب ولا جاهزية على ملاعب مناسبة ولا فرق معروفة، يعني ليس من مناخ استعدادي محترم، ولا جاهزية، سوى جاهزية بركاتك يالمرسي أبو العباس بركاتك.
* وليس اتحاد كرة القدم هو وحده المهاجر، وإنما المدرب الأجنبي التشيكي ميروسلاف سكوب هو الآخر يعود إلى بلاده بعد توقيع العقد من القاهرة تاركًا لنا أغنية “يا مروح بلادك”.
وبالمقابل فإن على مساعده المدرب اليمني أن يعكّ عكًّا في مدينة مأرب لاختيار لاعبي التوصيات من اليمن، حيث لا دوري تم، ولا جبل تمخض إلا بفئرانِ هنا أو هناك.
* وما يبعث الابتسامة في وجه الضبحان أنك تتابع أخبارًا تقول لك بأن مساعد المدرب الكابتن محمد الزريقي كان يتصل بالمدرب ويرسل له الفيديوهات مع الحمام الزاجل إلى بلاده، وأنه يأخذ منه التوجيهات أولاً بأول، وأنَّ على كل مشجع أن يطرح في بطنه بطيخة صيفي، فإذا لم يجد بطيخًا فعليه بالبلس الشوكي..!
* لقد قلناها ونكررها: أعطوا ما هو سليم وعلمي فرصة.. والمنتخب الجيد هو الابن الشرعي للدوري الجيد..
اجعلوا الكرة اليمنية تحتكم إلى قواعد فنية منضبطة..
اختاروا معسكرات المنتخبات بعد دراسة ومعرفة بأن الآخرين يحتاجون لأن نلعب معهم كما يحتاجون هم، وحينها يتحقق الهدف دونما أذى أو منًّا.
* المعسكرات الخارجية لأي منتخب هي أجواء مثالية وتجهيز ملاعب صالحة ومباريات مناسبة، وحكام.
وهي أيضًا استقرار وهوية متصلة بكل فئة عمرية وليست خلطات لعريس الغفلة.. ولاعبو اليمن والحمد لله موهوبون بالفطرة، لكنهم يحتاجون لدوريات منتظمة ولا يقهر الموهبة الفطرية غير العمل الإداري عندما يكون حصاد عقول بلا بوصلة.
* ما يحدث للمنتخبات اليمنية دائمًا أنه ما دام الاتحاد في مصر، فإن على المنتخب الأول والمنتخب الأولمبي وقبلهم منتخب الناشئين أن يركبوا الطائرة والبحر والبر على دفعات إلى حيث تتواجد إدارة اتحاد كرة القدم.. مصر، السعودية، قطر.
* والجديد هذه المرة، متاهة عدم الفصل بين المنتخب الأول والمنتخب الأولمبي دونما اعتبار لكون عامل الزمن ليس في صالح المنتخب الأولمبي الواقع تحت ضغط الفترة القصيرة المتبقية على مشاركته في بطولة غرب آسيا التي ستقام في العراق بين 12 إلى 20 يونيو المقبل.
واللافت أن الاتحاد يردد أن المنتخب الأول سيكون حصاد غربلة دونما توضيح كيف سيلعب المنتخب الأولمبي في بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية تحت 23 سنة في العراق خلال الفترة من 12 إلى 20 يونيو المقبل..؟
في الوقت نفسه مطلوب أن يلعب المنتخب الأول يوم 20 يونيو نفسه أمام المنتخب الأولمبي..؟
* تبدو الحكاية كما لو أن اتحاد كرة القدم تنبأ بأن الأولمبي سيصيِّف ويغادر بغداد وكربلاء من بدري.
وبالتالي يمكن لمدربه إعداد خلطة سريعة من الأول والأولمبي لتلعب مع ماليزيا المواجهة التجريبية المرتقبة، فكيف ستكون معظم عناصر مباراة ماليزيا من الأولمبي فيما ما يزال المنتخب في العراق.
* المهزلة توحي كما لو أن جن سليمان استقلوا ساعة الزمن وسيفرزون الأولمبي عن الأول ويلعبون في كربلاء وكوالالمبور في نفس الوقت..!
هل قلت في العنوان..
المنتخبات اليمنية.. مواهب بالفطرة.. وإدارة بلا بوصلة..؟
نعم هي كذلك..!
صحيفة اليمني الأميركي: