آخر تحديث للموقع : الإثنين - 02 يونيو 2025 - 10:18 م

رياضة عالمية


أشرف حكيمي.. الظهير الذي كسر القواعد: عقله أقوى من مظهره!

الأحد - 01 يونيو 2025 - 08:58 م بتوقيت عدن

أشرف حكيمي.. الظهير الذي كسر القواعد: عقله أقوى من مظهره!

عدن سبورت - متابعات

في عالم كرة القدم الحديث، حيث تعد اللياقة البدنية والسرعة من العناصر الأساسية في نجوم الأطراف، قد لا يبدو المغربي أشرف حكيمي في الصورة النمطية لظهير أيمن نموذجي وعصري.
فحجم عضلات حكيمي وشكل جسمه لا ينطبقان على المواصفات التقليدية للاعب الظهير التي اعتدنا رؤيتها لدى لاعبين مثل الأسطورة البرازيلي كافو ومواطنه روبرتو كارلوس أو الظهير الأسطوري لمنتخب إيطاليا ونادي ميلان باولو مالديني، ولا يترك الظهير الأيمن الدولي المغربي انطباعا بالرشاقة أو الخفة من الوهلة الأولى.

لكن حكيمي يثبت باستمرار أن كرة القدم لعبة تعتمد أولا وأخيرا على العقل. يقولون إن نصف الذكاء في مركز الظهير هو التمركز الدقيق، والنصف الآخر هو اختيار اللحظة المناسبة للانطلاق. وهنا، يبرز اسم حكيمي بانطلاقته الصاروخية في الوقت المناسب.
وبدأ حكيمي مشواره في الفريق الأول لريال مدريد عام 2017 وهو بعمر 18 عاما فقط، لكن لم يكن له مكان في النادي الملكي في ظل وجود داني كارفاخال، وفي لحظة كانت فيها معظم الخيارات أمامه تشير إلى مسار هادئ: أن يكون لاعبا احتياطيا، يشارك في دقائق محدودة ويكتسب خبرات ضمن فريق كبير. لكن حكيمي اختار الطريق الأصعب.


أشرف حكيمي بقميص ريال مدريد
غادر الريال حين شعر أنه لن يجد مكانا له، ورفض أن يكون مجرد ظل، فانتقل على سبيل الإعارة إلى نادي بوروسيا دورتموند الألماني في العام 2018.


حكيمي بقميص دورتموند
في دورتموند، بدأ في فرض نفسه، وبعد موسمين ناجحين في ألمانيا، انتقل حكيمي إلى إنتر ميلان بشكل دائم مقابل 40 مليون يورو بالإضافة إلى 5 ملايين أخرى كمتغيرات.

وقضى حكيمي موسما واحدا فقط مع إنتر، لكنه قدم مستويات استثنائية، ساهمت في تتويج "النيراتزوري" بلقب الدوري الإيطالي لموسم 2020-2021.


حكيمي بقميص إنتر ويحمل لقب الدوري الإيطالي
في صيف العام 2021، وصل حكيمي أخيرا إلى باريس سان جيرمان مقابل 60 مليون يورو.

وبعد أن توج بجميع الألقاب المحلية مع سان جيرمان، ساهم الدولي المغربي في فوز الفريق الباريسي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بالفوز على إنتر ميلان بخماسية نظيفة في المباراة النهائية التي أقيمت أمس السبت في ميونخ.
وكان لحكيمي دور بارز في إنجاح مشوار سان جيرمان الأوروبي، ليس فقط بتسجيله الهدف الأول في النهائي، بل أيضا بمسيرته المتميزة خلال أدوار خروج المغلوب، حيث قدم مستويات رائعة وأسهم بأهداف وتمريرات حاسمة، ليكون أحد أبرز نجوم الفريق في البطولة.
وأصبح حكيمي أول لاعب مغربي يسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا، كما دخل التاريخ كثالث لاعب عربي يحقق هذا الإنجاز، بعد الجزائري رابح ماجر (1987) والمصري محمد صلاح (2019).

كما ارتبط اسم حكيمي بإنجاز شخصي جديد، بعد أن أصبح أول لاعب عربي يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين مع ناديين مختلفين، الأولى مع ريال مدريد عام 2018، والثانية مع باريس سان جيرمان في 2025.
ما يميز حكيمي ليس فقط ما يقدمه داخل المستطيل الأخضر، بل شخصيته خارجه، إنه لاعب يعكس داخل الملعب طبيعته الحقيقية خارجه: واثق، جريء، ومقتنع بأن عليه أن يكون الفاعل وليس المتفرج.

اختار حكيمي أن يحمل المسؤولية، ورفض أن يكون بديلا أو ظلا لأحد. وبفضل شخصيته القوية وكونه "صاحب قرار"، تحول إلى أكثر من مجرد لاعب ظهير، بل أصبح عنصرا لا غنى عنه في أي تشكيلة يلعب ضمنها، حتى بات يعد من قبل الكثيرين أفضل ظهير أيمن في العالم حاليا.

المصدر: RT