آخر تحديث للموقع : السبت - 14 يونيو 2025 - 07:08 ص

رياضة عالمية


مذكرات باجيو: طلبت من أمي قتلي.. وركلة ملعونة غيرت حياتي

الجمعة - 13 يونيو 2025 - 10:18 ص بتوقيت عدن

مذكرات باجيو: طلبت من أمي قتلي.. وركلة ملعونة غيرت حياتي

عدن سبورت - متابعات - كوورة

"تمحو لحظة الانكسار تألق السنوات".. عبارة تلخص مسيرة أسطورة كرة القدم الإيطالية روبرتو باجيو، الذي وجد نفسه فجأة تحت الأقدام بعد أن حملته الجماهير عاليًا لأعوام.

النجاح الذي سجله روبرتو باجيو، ضاع في اللحظة التي تبخر فيها حلم لقب كأس العالم 1994، بعد مباراة النهائي أمام المنتخب البرازيلي، وهو ما دفع الإيطاليين لكتابة "سيغفر الله للجميع باستثناء باجيو" على جدران الفاتيكان.

وكتب باجيو في مذكراته المنشورة بعنوان "هدف في السماء"، تفاصيل رحلة التألق والصعود، التي اختتمت بطريقة لم تكن في الحسبان، ساردًا فيها أصعب لحظة مرت عليه خلال مسيرته في كرة القدم.


رسالة راموس واتصال مورينيو.. شاهد تصريحات هويسن بعد انضمامه للريال
Play Video
للاطلاع على الحلقة السابقة التي نشرت بعنوان: (مذكرات إبراهيموفيتش (مرحلة الطفولة): سرقت.. وبدأت كحارس مرمى!) اضغط هنــــا

أولا.. مسيرة مليئة بالآلام

1 - طلبت قتلي!

أكد باجيو، في مذكراته، شعوره بضيق عندما أصيب في مايو/أيار 1985 بعد فترة قليلة من انتقاله لفيورنتينا قادمًا من فيتشنزا: "طلبت من أمي أن تقتلني. قلت لها أمي، إذا كنت تحبيني، فاقتليني".
وذكر صاحب الكرة الذهبية 1993: "تلك الإصابة تطلبت الخضوع لعملية جراحية معقدة، في فترة لم يمتلك الطب فيها نفس موارد وإمكانيات اليوم، وتثقيب عظم الساق وإجراء 200 غرزة".
وتابع: "لقد كانت البداية لسلسلة من الإصابات في غضروف الركبة، ووتر الركبة اليمنى، وقطع جديد في الرباط الصليبي، ثم في الركبة اليسرى، ولكني تعايشت مع الألم".

2 - شعار فيورنتينا

قررت إدارة فيورنتينا التفريط في باجيو إلى يوفنتوس، مقابل 17 مليون دولار، وهو عرض لا يمكن مقاومته لفريق يمر بضائقة مادية، حينما اندلعت أعمال شغب، وخرج اللاعب مبررًا موقفه: "لقد أجبرت، في عميق قلبي أنا دائما اللون الأرجواني".
وشهد عام 1991 أول مباراة يقف فيها باجيو منافسًا أمام فيرونتينا، لكنها شهدت ركلة جزاء.. كيف يمكن الهروب منها؟ فتحايل على زملائه: "ماريجيني (حارس الفيولا) يحفظني جيدًا، وسيتصدى لركلتي".
فأنبرى لها لويجي دي أجوستيني، وأضاعها، وبعد المواجهة واجه صافرات استهجان من قبل جماهير الفيولا.
في تلك اللحظة ألقي عليه وشاحا يحمل شعار فيورنتينا، فالتقطه وقبله أمام أنصار اليوفي، فتحولت صافرات الاستهجان إلى تصفيق حار بالنجم الذي لم ينس فضل الفيولا وجماهيره.

ثانيا - نبوءة ضياع الحلم

1 - ركلة ملعونة

روى باجيو ما جرى قبل مشاركته في كأس العالم 1994، قائلاً: "‏لقد كانت اللحظة الأصعب في مسيرتي، قبل أن أذهب إلى كأس العالم، قال لي معلمي سيواجهني الكثير من المشاكل، وأن كل شيء سيتقرر في اللحظة الأخيرة".
واستطرد: "لم أنطلق جيدًا، ربما خوفا من الإصابة.. بعدها تجاوزت الأمر، ‏ثم حانت لحظة ضربة الترجيح، وكنت أعرف تافاريل (حارس منتخب البرازيل) جيدًا، يقفز دائمًا نحو الجانب، لذلك سددت في المنتصف، لكن للأسف لا أدري كيف ارتفعت الكرة 3 أمتار".

‏2 - مسار شيطاني

قال باجيو: "لقد اتجهت الكرة بمسار شيطاني. لقد أخبرني برازيليون أنها روح الراحل أرتون سينا سائق السيارات الشهير، نعم كنت متعبًا، لكن كنت مسدد ركلات الجزاء المتخصص في الفريق، ولم أهرب أبدًا في حياتي من مسؤولياتي".
‏وأضاف: "إنها اللحظة الأسوأ في مسيرتي، إنه الألم الذي يصاحبني للأبد، والذي عليّ أن أعتاده. لقد أثرت على حياتي. ما زلت أحلم بها كل ليلة، لو كان بيدي أن أمحو لحظة من حياتي لمحوتها".
واستكمل: "لن أنسى وقوفي مذهولاً بعد الركلة، حتى في الليل توجه الفريق للعشاء وبقيت وحدي في الغرفة. لقد تحولت من بطل إلى جانٍ، فعلى جدران الفاتيكان كتبت جماهير إيطالية عبارة: (سيغفر الله للجميع إلا باجيو)".

ثالثا.. الاعتزال وما بعده

1 - شهادة أسطورة

عام 2004، خاض آخر مباراة له، وكانت بقميص بريشيا أمام ميلان، وعنها يقول باجيو: "عندما خرجت من الملعب سمعت باولو مالديني يقول لي: (لقد انتهيت روبرتو.. لقد انتهى الأمر حقًا، شكرًا على كل شيء روبي.. كرة القدم اليوم لن تبقى نفسها أبدًا). أمام هذه الكلمات هربت دموعي".
وأمضى: "قمت بتحية الجمهور وتلك الدمعة مثل الجمرة تنزل، لقد كان كل (سان سيرو) ممتلئا، رأيت الأطفال والفتيان والآباء يبكون. عندها فقط أدركت أن الناس تحبني!".

2 - زملاء المهنة

وقال باجيو، في حوار مطول أجراه مع صحيفة "La repubblica": "حتى الآن لم أسامح نفسي على تلك اللقطة. يومها كان يمكن أن أقتل نفسي، لكنني سعيد الآن بعيدًا عن كرة القدم. البقاء والتواصل مع الطبيعة أفضل الأمور، والآن أقوم بأمور تريحني نفسيًا كثيرًا".
وعن كثرة المحللين في التلفاز بالوقت الراهن، علق باجيو ساخرا: "أتابع كرة القدم النسائية، وأحب السلة فأنا أشجع ليكرز.. لا أحب الحكم على الآخرين، ولكن الآن أرى زملاء سابقين يتعاملون كأنهم أساتذة، بينما في وقتهم كلاعبين كانوا غير قادرين حتى على اللعب بأيديهم!".