آخر تحديث للموقع : الخميس - 13 نوفمبر 2025 - 02:34 م

رياضة عالمية


بتهمة الإهمال الطبي.. مانشستر يونايتد في ساحات القضاء على يد "ابن النادي"

الأربعاء - 12 نوفمبر 2025 - 01:59 م بتوقيت عدن

بتهمة الإهمال الطبي.. مانشستر يونايتد في ساحات القضاء على يد "ابن النادي"

عدن سبورت - متابعات - كوورة

وجد نادي مانشستر يونايتد نفسه في مواجهة مع أحد لاعبيه السابقين في ساحات القضاء، من أجل الحصول على تعويض مالي إزاء التسبب في مشاكل صحية للاعب.

ووفقا لشبكة "سكاي سبورتس"، فإن الكونغولي أكسيل توانزيبي، مدافع بيرنلي الحالي، يطالب النادي الإنجليزي بتعويض قدره مليون جنيه إسترليني.

ويقاضي صاحب الـ27 عاما ناديه الأسبق بتهمة الإهمال الطبي، إذ يؤكد تلقيه نصيحة طبية أضرت به في باقي مسيرته، وجعلته يمارس كرة القدم مع بعض العوائق والقيود.

وشهدت فترة توانزيبي مع اليونايتد تعرضه لعدة إصابات، حيث قدم اللاعب بعض الوثائق التي تضع اللوم على ناديه بداعي الإهمال الطبي.

وانضم توانزيبي إلى أكاديمية المان يونايتد بعمر 8 سنوات، واستطاع الظهور مع الفريق الأول مطلع عام 2017.

ولعل أشهر إصابات المدافع، الذي يحمل الجنسية الإنجليزية، تلك التي تعرض لها في ديسمبر/كانون الأول 2019، خلال مشاركته ضد كولشيستر يونايتد في كأس الرابطة الإنجليزية، وأنهت موسمه آنذاك.

الآن، وللمرة الأولى، كُشف النقاب عن جوهر التفاصيل التي بُنيت عليها قضية توانزيبي ضد مانشستر يونايتد.

يتعلق الادعاء الرئيسي بكسر في عظمة الساق اليسرى وإصابة كسر إجهادي في أسفل العمود الفقري، حدث في يناير/كانون الثاني 2020.

يُقال إن الإصابة سببت للاعب "ألمًا وانزعاجًا شديدين منذ تدهور حالته".

وتُشير الدعوى القضائية، بحسب ما ورد، إلى أن هذه المشكلة أصبحت مزمنة للاعب في يوليو/تموز 2022 عندما تعرض لنفس الإصابة في الجانب الأيمن من أسفل عموده الفقري.

وذكرت شبكة "سكاي": "كانت خطط العلاج المناسبة، في أغلب الاحتمالات، لتؤدي إلى تجنب المدعي للألم والانزعاج المذكورين أدناه، ما يعني تمكنه من لعب كرة القدم الاحترافية على مستوى النخبة دون قيود أو عوائق".

على الرغم من استمراره في اللعب على مستوى النخبة، إلا أن ذلك أثر على مسيرته المهنية ودخله.

يزعم توانزيبي وفريقه القانوني في قضيتهم أمام المحكمة العليا أن يونايتد لم يمنحه الوقت الكافي لإراحة نفسه من الإصابة، كما لم يُحيله إلى جراح متخصص في العمود الفقري الرياضي عند حدوث الكسر الأولي.

وبحسب ما ورد، أضافت الدعوى القضائية أن توانزيبي يعتقد أن مشكلة العمود الفقري ما كانت لتتفاقم في جانبه الأيسر، أو لتتفاقم في جانبه الأيمن، لو تعامل مانشستر يونايتد مع القضية بشكل مختلف.

وحتى هذه اللحظة، رفض مانشستر يونايتد التعليق على الأمر، انتظارا لما ستسفر عنه الدعوى القضائية.

من هو توانزيبي؟

وُلد توانزيبي في الكونغو الديمقراطية عام 1997، وانتقل في سن صغيرة إلى إنجلترا حيث نشأ هناك، وانضم في سن مبكرة إلى أكاديمية مانشستر يونايتد، ولفت الأنظار بقدراته البدنية العالية وذكائه في التمركز، حتى أصبح قائدًا لفرق الفئات السنية في النادي، ما عكس شخصيته القيادية المبكرة داخل الملعب.

صعد توانزيبي إلى الفريق الأول لمانشستر يونايتد عام 2017 تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي أشاد بإمكاناته ووصفه بأنه “مدافع المستقبل”.

شارك المدافع في عدد من المباريات المحلية والأوروبية، لكنه لم ينجح في تثبيت مكان دائم له بسبب الإصابات المتكررة وشدة المنافسة في مركز قلب الدفاع.

رغم ذلك، أظهر اللاعب أداءً مميزًا في بعض المناسبات البارزة، أبرزها مباراته ضد باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا عام 2020، حيث نجح في الحد من خطورة كيليان مبابي، ما جعله يحظى بإشادة واسعة.

أمضى توانزيبي عدة فترات إعارة بحثًا عن المشاركة المنتظمة، إذ لعب مع أستون فيلا في أكثر من مناسبة، وساهم في صعود الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2018–2019، كما خاض تجارب قصيرة مع نابولي في إيطاليا وستوك سيتي في الدرجة الأولى الإنجليزية.

في عام 2023، انتقل توانزيبي إلى إيبسويتش تاون، سعيًا لإحياء مسيرته بعد سنوات من الإصابات وعدم الاستقرار، قبل أن يحط الرحال في بيرنلي هذا العام.

كابوس يطارد نجوم كرة القدم

تُعد الإصابات المزمنة من أخطر التحديات التي تواجه لاعبي كرة القدم، فهي لا تُهدد فقط مشاركتهم في المباريات، بل قد تُغيّر مسار مسيراتهم الاحترافية بالكامل.

ومع ارتفاع وتيرة المباريات وسرعة الإيقاع البدني في اللعبة الحديثة، أصبحت هذه الإصابات أكثر شيوعًا بين كبار النجوم.

الإصابة المزمنة هي تلك التي تتكرر في نفس الموضع أو تستمر لفترة طويلة رغم العلاج، مثل إصابات الركبة والعضلات الخلفية والكاحل.

وغالبًا ما تنشأ نتيجة الضغط الزائد، أو العودة السريعة للملاعب، أو ضعف التأهيل الطبي بعد الإصابة الأولى، فبعض اللاعبين يعيشون لسنوات بين فترات اللعب والانقطاع، في دوامة من الألم والانتكاسات المتكررة.

من أبرز الأمثلة على معاناة اللاعبين من هذا النوع، نجوم مثل ماركو ريوس وصامويل أومتيتي وإيدين هازارد، الذين تراجعت مستوياتهم بشكل كبير بسبب الإصابات المتكررة، فضلا عن أسماء أخرى لامعة لامعة مثل جاريث بيل ونيمار عانوا من فترات طويلة خارج الملاعب أثرت على استمرارية تألقهم.

التأثير لا يكون بدنيًا فقط، بل نفسيًا أيضًا، إذ يفقد اللاعب الثقة في جسده وقدرته على الأداء، ويعيش في خوف دائم من الانتكاسة.

هذا الأمر ينعكس على قرارات الأندية في تجديد العقود أو إجراء الانتقالات، ما يجعل بعض المواهب تفقد قيمتها السوقية سريعًا.

في المقابل، تسعى الأندية الكبرى اليوم إلى الاستثمار في الأقسام الطبية والتأهيلية لتقليل مخاطر الإصابات المزمنة، باستخدام تقنيات تحليل الحركة والبيانات الحيوية.

لكن رغم كل التقدم، ستبقى الإصابات المزمنة الوجه القاسي لكرة القدم، تذكيرًا دائمًا بأن المجد في هذه اللعبة لا يخلو من ثمن باهظ.