آخر تحديث للموقع : الأحد - 06 يوليو 2025 - 09:07 م

رياضة محلية


شوقي ورياض.. النموذج الأكثر حضوراً وتأثيراً من هو الداعم؟ الإجابات لا تكتمل!

الأحد - 06 يوليو 2025 - 02:02 م بتوقيت عدن

شوقي ورياض.. النموذج الأكثر حضوراً وتأثيراً
من هو الداعم؟ الإجابات لا تكتمل!

مطر الفتيح



- الدعم والداعمون وعلاقتهما بالواقع الرياضي: بين المهنية والاحتراف
- القطاعان الحكومي والخاص وارتباطهما بالمجال الرياضي والشبابي
- الهلال غيَّر المفاهيم وجذب العالم .. والصقر تفوق على الجميع في انتظار الرؤية
- داعمٌ يبحث عن الظهور من بوابة الرياضة، وآخر تصدمه الإدارة والمصالح الشخصية!
- الأندية مطالبة بوضع حلول لجذب ارباب المال واستغلال تاريخها وإنجازاتها
- ليس كل من قدم الريالات (داعمًا).. المفهوم أعمق، والعطاء بسخاء مطلوب، والاستمرارية سر النجاح

** مطر الفتيح

من هو الداعم الأكثر ارتباطاً على خارطة الرياضة المحلية؟ وكيف يؤثر ذلك على هذا الجانب المهم الذي يضم أعظم شريحة تمثل النشء والشباب من الجنسين؟ وما طبيعة العلاقة بين الطرفين ومدى تأثر أحدهما بالآخر؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا السياق، لكن الإجابات الشاملة تظل ناقصةً أو ربما غير منصفة.

يشكل الدعم في المجال الرياضي عاملاً مهماً ، بل حجر أساس في البناء الرياضي، لتحقيق الأهداف المرجوة وخدمة هذا القطاع الحيوي الذي يرفع من شأن البلاد ويعزز ثقة المجتمع وحماسته تجاه هذا العنصر المهم .. ففي جميع المجتمعات يُنظر إلى الرياضات بمختلف أنواعها أنها صورةٌ من صور النهضة والتقدم .. شهدنا نماذج إيجابية عديدة كان تأثيرها واضحاً بفضل ارتباط ذلك التفوق بالدعم والرغبة في الذهاب إلى البعيد .. ولنا في الكرة السعودية وممثلها نادي الهلال في مونديال الأندية المُقام حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية خير مثال.

الثورة بين الحكومي والخاص

يأتي الدعم بأشكاله المتعددة، حكومياً كان أم خاصاً ، ليسهم بشكل كبير في استقرار المجتمع الرياضي الأرحب واستقطاب كل بارع وبازغ .. ولا ينحصر مفهوم الدعم على الجوانب المادية فحسب، بل يتعداها إلى قيم أعمق وأكثر تأثيراً مثل الحرص على احترام القيم والسلوكيات الصحيحة والأخلاق المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف والعادات والتقاليد النبيلة، وكذا النظرة الثاقبة في استثمار الموهبة وصقلها والحفاظ على تطور المواهب في بيئة صحية قابلة للنمو والعطاء والانفجار ذهباً وبطولات.

لقد غيرت الثورة التي أحدثها توجه دعم النوادي العالمية المفهوم التقليدي للرياضة، حيث حولها الداعمون وأصحاب الرؤى الاقتصادية إلى صناعة متكاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. وقد أسهم ذلك في تقدم ملحوظ ليس للأندية فحسب، بل لاقتصادات الدول أيضاً ، حيث أصبحت الرياضة مصدراً مهماً للدخل سياحياً واقتصادياً ووسيلة لخلق فرص العمل وتحسين الصورة العامة لتلك البلدان .. وللمرة الثانية تبرز التجربة السعودية كمقياس مهم بعد الطفرة التي شهدها العامان الماضيان، بإنجازات الأهلي الآسيوية والهلال العالمية وزحمة النجوم الكبيرة المتقاطرة على دوري روشن ويلو .. بينما سبقت مصر الجميع في هذا المجال عبر النادي الأهلي، إلا أن المملكة العربية السعودية بمواردها وتوجهها ودعمها اللامحدود تجاوزت الجميع عطاءً وجرأة.

ليس المال فحسب

يؤكد الخبراء والمختصون في الشأن الرياضي أن الدعم بمفهومه الشامل لا يقتصر على المساهمات المالية، بل يتجاوز ذلك ليشمل المنظومة الرياضية بأكملها، مما يضمن تطور الرياضيين والفرق والمجتمع الرياضي .. فالداعمون يشكلون شبكة واسعة تضم المؤسسات الرسمية والحكومات التي توفر البيئة الخصبة والبنية التحتية والتشريعات الداعمة، فالقطاع الخاص كما هو متعارفٌ يقدم استثمارات حيوية عبر الرعاية والشراكة، حتى الأفراد والجماهير يقدمون أشكالاً مختلفة من الدعم المعنوي والمادي، وأبرز الصور دفع الاشتراكات بانتظام على سبيل المثال والتفاعل الدائم مع جميع الأنشطة والأحداث بكل حرص وولاء.

تلعب الحكومات والوزارات المختصة في الكثير من البلدان الدور الأكبر في توفير هذا الدعم وتطوير القطاع الرياضي والشبابي من خلال توفير البنية التحتية المطلوبة من ملاعب وصالات ومراكز رياضية متخصصة، ووضع اللوائح المنظمة والمسيرة التي تضمن المنافسة الشريفة المترافقة بالشفافية والمصداقية، وكذلك العمل على استضافة الفعاليات والمسابقات الرياضية لتعزيز مكانة البلد رياضياً وسياحياً واقتصادياً .. أما القطاع الخاص فيلعب دوراً مهماً عبر الرعاية والاستثمار وصولاً إلى التملُّك، وشاهدنا أمثلة عديدة حية في الكرة الأوروبية تحديداً.

يعد الدعم الخاص عاملاً أساسياً في تحسين الأداء الرياضي المحلي وزيادة التنافسية بين الأندية، التي شهدت بداية النهضة مع نهاية الألفية الماضية وبداية الجديدة، حيث برزت أندية مثل الصقر ، أهلي صنعاء ، الهلال ، التلال وشعب إب فتناوبت الصراع على القمة، تفوق فيها الصقر على الجميع بفضل استقراره وتخطيه منافسيه بفوارق كثيرة ونقاط قوة تميل في كفة الغواصات الصفراء.

يظل الدعم بأشكاله المختلفة عاملاً مؤثراً في تطوير الرياضة، ويمكن قياس هذا التأثير من خلال التطور العام في مستوى اللاعبين وتحقيق البطولات والإنجازات الجالبة للفرح والفخر، إلى جانب وجود تلك الشبكة الداعمة المنظمة والفعالة التي تتعاطى مع جميع الأطراف المعنية بالنجاح من رؤساء وإداريين ومدربين وموجهين بكل مهنية واحترافية، تنازلياً من القيادة حتى أصغر منتسب أو مشجع.

حضور مؤثر

في هذا السياق، لعبت قيادة نادي الصقر الرياضي من تعز دوراً في تحقيق نقلة نوعية للأصفر والأسود، حيث أسهم الدعم السخي في الثبات مالياً وإدارياً وفنياً، مع التحسن المتواصل بشكل تصاعدي مميز وتوفر كل عناصر الاستمرارية، ما جعل الصقر اسماً كبيراً تصدر المشهد الرياضي وزرع الرعب بين منافسيه.

حقق الصقر نجاحاً ملحوظاً بفضل دعم مخلصين اثنين وضعا بصمتهما على المجتمع الرياضي اليمني، هما شوقي أحمد هائل ورياض عبدالجبار الحروي، فقد جعلا من النادي الرقم الأصعب في مختلف البطولات والألعاب، بما في ذلك كرة القدم ، كرة اليد ، كرة الطاولة ، كرة الطائرة وألعاب الدفاع عن النفس والأنشطة الثقافية.

أسهم وجود هذين الداعمين في توفير بيئة عمل ملائمة داخل النادي، ونقل هذه الروح الملتهبة إلى أرض الواقع في مختلف الملاعب والمنافسات، حتى تجاوز تأثيرهما من المحلية إلى الخارجية باقناع وبروح الكبار، وكان الصقر في طريقه ليكون انموذجاً متكاملاً ومتماسكاً لولا ظروف الحرب وتداعياتها.

ينظر الكثيرون إلى هذا النادي الذي بدأ رحلة نهضة جديدة بعد استعادة مقره مؤخراً ، حيث تسعى قيادته إلى جعله الأفضل في السعيدة، مع تطوير كامل مرافقه لتواكب المتطلبات بكل واقعية وحداثة تضاهي تجارب الآخرين، ليصبح الوقت هو الفيصل في تحقيق هذه الرؤية الحكيمة للرئيس ونائبه وبقية أعضاء الإدارة.

عند الحديث عن مفهوم الداعم الحقيقي، يبرز اسمَا شوقي أحمد هائل ورياض عبدالجبار الحروي كأنموذجين متميزين؛ حيث تجاوز دعمهما أسوار نادي الصقر ليشمل الأندية المحلية الأخرى والاتحادات الرياضية الفاعلة، بالإضافة إلى المشاريع الإنسانية والخيرية التي تخدم المواطنين دون تمييز، وكذلك احتضان ودعم شريحة الرياضيين والشباب والمتفوقين في مختلف المجالات.. دعم متواصل في كل اتجاه دون انقطاع وغير خاضع للمزاجية والمجاملة .. صحيح أن الساحة مليئة ببيوت تجارية كبيرة وبرجال مال وأعمال لهم سطوتهم ومساهماتهم التي لايمكن تجاهلها لكنهم لم يقتربوا من ثنائي الصقر .

الهوية الحقيقية

إن هوية الداعم الحقيقي ربما لو تعمقنا قد لا تتجاوز هاتين الشخصيتين محلياً في ظل زحمة الداعمين الكثر ، حيث كان لوجودهما الفاعل والمستمر تأثير بالغ على المجتمع الرياضي بنفسهما الطويل ومبادرتهما في كل طرقة باب .. ورغم وجود أسماء وكيانات أخرى، إلا أن دعمها يبقى موسمياً ومحدوداً لا يقارن بما قدمه هذان الرائعان اللذان يمثلان بيتين تجاريين عريقين.

لقد أحدث هذا الثنائي نقلة نوعية جعلت من تجربة الصقر مثالاً حياً للعلاقة المثالية بين الرياضة والرياضي والداعم .. فعندما غابت الدولة مثلاً عن دعم الصقر، وقف الرجلان بكل قوة للدفاع عن (بيتهما الثاني)، مما يعكس عمق ارتباطهما وصدقهما وثقة الجمعية العمومية بهما، والتي منحتهما التفويض الكامل لإعادة (مملكة) الصقر إلى سابق عهدها.

لا يجوز وصف أي شخص بـ(الداعم) لمجرد تقديمه دعماً هامشياً، هشاً ومتواضعاً رغم مقدرة الكثيرين على العطاء والمنح ، لكن البعض يسعى فقط إلى تسويق اسمه عبر وسائل التواصل والحوائط والجروبات، بينما الداعم الحقيقي - كما نعرف - يعطي دون انتظار الشكر، ويحرص أن يكون دعمه حافزاً من أجل التقدم، ويعمل لصالح المجتمع بأكمله لا للأفراد، وليس كما يعتقد المغرورون أو عديمو الخبرة من الأطفال الصغار المعتقدين أنهم (داعمون) حقاً وأسياداً على الساحة .

علينا الإشارة أن هناك من بإمكانه تقديم الدعم بسخاء وبشكل دائم ، لكنهم يصطدمون بإدارات غير ملتزمة تستغل الأسماء القادمة لمصالحها الشخصية دون منح الحق للقاعدة الرياضية الأحق بالرعاية والاهتمام ، وربما يكون العكس أن يبحث الداعم عن تجميل صورته من خلال الإرتباط بالشأن الرياضي أندية واتحادات ليصل إلى أهداف ذاتية ، أيضاً هناك تقصير من جانب الأندية في عملية ترويج اسمها وتاريخها وفاعليتها على الواقع الرياضي لجذب رواد الأعمال وارباب المال ، ويمثل ذلك اخفاقاً في الإدارة وسوء تواصل ينتهي برحيلها وقدوم أخرى ستعاني من ذات المشكلة .

كلمة السر

في الختام، يبقى الدعم كلمة السر في تحقيق النهضة الرياضية التي يفترض أن تتجاوز الحدود، فنجاح الهلال السعودي بفضل الدعم الحكومي والخاص جعله ينافس عمالقة الكرة العالمية، وجذب نجوم العالم للعب في البطولة السعودية، والأيام حبلى بالمزيد .. أما الصقر كأبرز مثال محلي فيمثل انموذج متميز رغم غياب الدعم الحكومي عنه، بفضل قيادته المتمثلة في شخصَي شوقي ورياض، اللذين قدما صورة طيبة في العطاء والإيثار .. ننتظر من خلالهما عودة الصقر بقوة ليكون فاعلاً على المستويين المحلي والخارجي مثلما نتمنى عودة بقية الكبار كالتلال ، أهلي صنعاء ، وحدة صنعاء ، شعب إب ، الهلال ، أهلي الحديدة ، الطليعة ، أهلي تعز ، وحدة عدن ، شعب حضرموت ، شباب الجيل بصورة تعيد هيبة الكرة وبقية الألعاب الرياضية وداعمين قادرين على انتشال واقع تلك الأندية ليعيدها إلى زمن العنفوان والأبداع .

** هناك شاب من الإنصاف ذكر اسمه لكونه يؤمن أن الدعم يؤتي ثماره في الجانب الرياضي والإنساني، ولو ضاقت مساحة تواجده، لكنه يستحق الذكر والشكر (عمار مهيوب).