آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 21 أكتوبر 2025 - 02:07 م

رياضة عالمية


احصائيات صادمة تكشف التراجع البدني لبرشلونة تحت قيادة فليك

الثلاثاء - 21 أكتوبر 2025 - 01:31 م بتوقيت عدن

احصائيات صادمة تكشف التراجع البدني لبرشلونة تحت قيادة فليك

عدن سبورت - متابعات - كوورة

تُظهر البيانات الرسمية الصادرة عن رابطة الدوري الإسباني أن برشلونة يعيش تراجعا مقلقا على المستوى البدني، تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، في مؤشر يثير القلق داخل أروقة النادي الكتالوني مع انطلاقة موسم 2025-2026.

ووفقا لصحيفة "سبورت" الإسبانية، التي حصلت على هذه البيانات من رابطة "الليجا"، فإن الأرقام تكشف انخفاضا واضحا في معدلات الركض والجهد لدى لاعبي برشلونة مقارنة بالموسم الماضي، سواء من حيث المسافة الإجمالية المقطوعة في كل مباراة أو عدد الأمتار التي تُقطع بسرعات عالية (أكثر من 21 و24 كيلومترا في الساعة)، وهي أرقام جعلت الفريق أدنى بكثير من متوسط البطولة.

وخلال موسم 2024-2025، كان برشلونة من بين أكثر الفرق نشاطا بدنيا، محتلا المركز الخامس في الترتيب العام بمعدل 117,429 مترا في المباراة، متفوقا على متوسط "الليجا" البالغ 115,572 مترا.

آنذاك، جمع الفريق بين الشدة والسيطرة على الكرة والضغط العالي المستمر، ما جعله منافسا قويا حتى الدقائق الأخيرة من المباريات. فقط سيلتا فيجو، أتلتيكو مدريد، جيرونا، وإسبانيول تفوقوا عليه في هذا الجانب.

لكن بعد عام واحد فقط، تغيّر المشهد بشكل جذري. في الجولات الثماني الأولى من الموسم الحالي، تراجع برشلونة إلى المركز الخامس عشر في المسافات المقطوعة، بمعدل 113,444 مترا فقط في المباراة، أي أقل بأربعة كيلومترات تقريبا من أرقامه السابقة، كما أصبح أقل من متوسط البطولة البالغ 115,091 مترا. هذا التراجع يعكس انخفاضا واضحا في الشدة والقدرة على الحفاظ على الجهد طوال المباراة.

الفارق مع المنافسين المباشرين أصبح صارخا، حيث إن أتلتيكو مدريد، على سبيل المثال، يتصدر هذا الجانب بمعدل يتجاوز 120 كيلومتراً في المباراة، فيما تتخطى فرق مثل إسبانيول، إلتشي، وسيلتا حاجز 117,000 متر.

أما برشلونة، فقد انزلق إلى المنطقة السفلية بجانب أتلتيك بيلباو، إشبيلية، وفالنسيا. المثير أيضا أن ريال مدريد يحتل المركز الأخير للعام الثاني تواليا بمعدل 110,626 مترا، رغم أن أسلوب لعبه العمودي يعوض هذا النقص بدنيا.

اجتماع طارئ بعد مواجهة إشبيلية

الهزيمة القاسية أمام إشبيلية بنتيجة 4-1 كانت بمثابة جرس إنذار داخل النادي، لذا فإن فليك، المعروف بدقته في متابعة المؤشرات البدنية، عقد اجتماعا طارئا مع جهازه الفني والمعدين البدنيين بعد أقل من 24 ساعة من الخسارة لتحليل بيانات الأداء ووضع خطة عاجلة لتعديل الأحمال التدريبية وجدول العمل.

كما ساهم ضغط المباريات بين الدوري ودوري أبطال أوروبا والتوقفات الدولية في إنهاك اللاعبين، خصوصا الأصغر سنا. ورغم ذلك، يرفض فليك الأعذار، إذ يهدف إلى استعادة العدوانية والضغط الذي ميّز الفريق الموسم الماضي، ولهذا وضع خطة تدريبية فردية لكل لاعب لتحسين التسارع والتحمل الهوائي بالتعاون مع المعدين البدنيين.

تأثير مباشر على أسلوب اللعب

الهبوط البدني انعكس مباشرة على طريقة لعب برشلونة، الذي فقد الحيوية والحدة في الضغط العالي مقارنة بالموسم الماضي.

الأرقام تظهر أن الفريق لا يركض أقل فحسب، بل أصبح يسرّع أقل ويهاجم بمجهود أقل. انخفاض المسافات المقطوعة بسرعات تفوق 21 و24 كيلومترا في الساعة يوضح أن الفريق لم يعد يمتلك الطاقة الكافية للوصول إلى مناطق الإنهاء بنفس القوة.

ويدرك فليك أن غياب الشدة يعني انهيار الأسلوب الذي يبني عليه فكره الكروي، ولذلك يركز على استعادة الأساس البدني من خلال إدارة أدق للأحمال وتحسين الإعداد غير المرئي، مثل الراحة والتغذية والوقاية من الإصابات.

وجاءت الرسالة داخل غرفة الملابس واضحة بضرورة العودة إلى الصلابة البدنية لأنها مفتاح استعادة هوية الفريق.

ورغم أن الموسم ما يزال في ثلثه الأول، إلا أن الأرقام دقت ناقوس الخطر في برشلونة، وفليك مقتنع بأن الحل يبدأ من الجهد البدني، قائلاً في إحدى جلساته الداخلية: "من دون جهد، لا يوجد أسلوب، والجهد يبدأ من الحالة البدنية".

مؤتمر فليك

أقرّ مدرب برشلونة بأنه يتعين عليه "تغيير تصرفاته" إثر تلقيه بطاقة حمراء ضد جيرونا، السبت، في الدوري الإسباني، بسبب اعتراضاته المتكررة على قرارات الحكم ثم قيامه بحركة نابية بيده بعد تسجيل مدافعه رونالد أراوخو هدف الفوز في الثواني الأخيرة.

وقال فليك قبل مواجهة أولمبياكوس اليوناني في الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا: "أنا لست عصبيا، لكن في بعض الأحيان مشاعري ليست كما كانت في السابق".

وتابع: "في الوقت أظهر الكثير من المشاعر لأن هذا النادي غيرني كثيرا، عندما كنت مدربا لبايرن ميونخ، هناك صور لي بعد الفوز 8-2 على برشلونة دون أن أبتسم رغم النتيجة، الآن الأمر مختلف".

وواصل: "أعشق برشلونة صراحة وأعطيه كل ما لدي، عندما أشاهد نفسي على الشاشة لا يعجبني ما أقوم به ولا أريد أن يرى أحفادي جدهم يفعل هذه التصرفات، وبالتالي يتعين عليّ تغييرها".

وشرح فليك الصعوبات الدفاعية التي يعاني منها فريقه، بقوله "عندما نحلل المباراة ضد جيرونا، نلاحظ أمرا أتحدث عنه دائما وهو التمركز داخل الملعب".

وأضاف: "إيجاد المسافة المتقدمة الجيدة بين اللاعبين والمنافسين أمر في غاية الأهمية، لأننا لو تواجدنا بعيدا جدا عن بعضنا البعض، يتعين علينا القيام بمجهود أكبر وهذا يعطي المنافس وقتا أكبر للتقدم".