آخر تحديث للموقع : الإثنين - 27 أكتوبر 2025 - 02:41 م

رياضة عربية

كلاسيكو بنكهة برتغالية: كونسيساو يتفوق تاريخيًا.. وجيسوس ينوي الانتقام

الإثنين - 27 أكتوبر 2025 - 02:30 م بتوقيت عدن

عدن سبورت - متابعات - كوورة

يستعد البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني للنصر، لمواجهة مواطنه سيرجيو كونسيساو مدرب اتحاد جدة، لأول مرة في الملاعب السعودية، عندما يلتقيان غدا الثلاثاء على ملعب الأول بارك بالعاصمة الرياض، ضمن منافسات ثمن نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.

وتُعد المواجهة، واحدة من أبرز قمم الموسم، إذ تجمع بين حامل اللقب الاتحاد، وصاحب الطموح المتجدد النصر، في صراع لا يقتصر على نجوم الفريقين داخل المستطيل الأخضر، بل يمتد إلى المنطقة الفنية التي تحتضن مواجهة خاصة بين العقول البرتغالية.

ومع اقتراب موعد الصدام، تلوح في الأفق، إحصائية تُقلق جيسوس، بالنظر إلى تاريخه السابق أمام كونسيساو في مواجهات الكأس، حين جمعتهما صراعات عديدة في الملاعب البرتغالية، انتهى أغلبها لمصلحة مدرب الاتحاد الحالي.

فقبل موقعة الثلاثاء، يحمل كونسيساو، الأفضلية الرقمية والمعنوية في سجل المواجهات المباشرة التي جمعتهما في المسابقات الإقصائية.

كونسيساو يتفوّق في سجل الكأس المحلي
وفقًا لبيانات موقع "ترانسفير ماركت"، سبق لجورجي جيسوس، أن واجه سيرجيو كونسيساو 4 مرات في بطولة كأس البرتغال، لم يحقق الفوز خلالها سوى مرة واحدة فقط، مقابل 3 انتصارات لكونسيساو.

وجاء فوز جيسوس الوحيد، عندما قاد سبورتينج لشبونة، لتجاوز بورتو، بهدف دون مقابل في إياب نصف نهائي نسخة موسم 2017-2018، لكن تلك الأفضلية لم تكن كافية للتأهل، بعدما حسم سبورتينج، التأهل بركلات الترجيح، عقب تبادل الفوز بهدف نظيف في كل ملعب.

أما تفوق كونسيساو، فبدأ في موسم 2014-2015، عندما كان يقود براجا ونجح في الإطاحة ببنفيكا الذي كان تحت قيادة جيسوس من ثمن نهائي الكأس بنتيجة 2-1، قبل أن يُكرر الانتصار في نسخة موسم 2017-2018 مع بورتو على سبورتينج بهدف دون رد.

وتجدد الصدام في موسم 2021-2022، حين قاد كونسيساو، بورتو، لاكتساح بنفيكا بثلاثية نظيفة في ثمن النهائي، ليُعمّق جراح جيسوس، ويؤكد تفوقه التاريخي في مواجهات الكأس.

علاقة بدأت من غرفة الملابس قبل 30 عامًا
بعيدًا عن صراعات الخطط والتكتيك، يرتبط الثنائي البرتغالي بعلاقة قديمة تعود إلى عام 1995، حين كان جيسوس في بدايات مسيرته التدريبية، وكونسيساو لا يزال لاعبًا شابًا في العشرين من عمره.

وفي ذلك الوقت، خرج كونسيساو من بورتو معارًا إلى نادي ليسا، قبل أن يلفت أنظار جيسوس الذي كان يقود فريق فيلجويراس، ليطلب ضمه على سبيل الإعارة.

وبالفعل انتقل كونسيساو إلى فيلجويراس في موسم 1995-1996، وخاض تحت قيادة جيسوس 11 مباراة، سجل خلالها هدفًا وصنع آخر، في أول تجربة جمعتهما داخل نادٍ واحد.

ولاحقًا تحدث جيسوس عن تلك المرحلة، قائلًا "كنت ذاهبًا لمتابعة لاعب آخر، لكن سيرجيو جذب انتباهي بشخصيته وقتاليته رغم صغر سنه.. قررت التعاقد معه لأنه كان يملك عقلية مختلفة عن بقية اللاعبين في ذلك الجيل".

ومنذ تلك اللحظة، نشأت علاقة مهنية جمعت بين الاحترام والتنافس، قبل أن تتطور لاحقًا إلى صدامات متكررة في الملاعب البرتغالية على مدار العقد الماضي.

من الزمالة إلى المنافسة
بعد نحو 16 عامًا من عملهما سويًا، تحول المسار من التعاون إلى التحدي، عندما أصبح كونسيساو مديرًا فنيًا لأول مرة مع أولهانينسي في موسم 2011-2012، بينما كان جيسوس يعيش فترة ذهبية مع بنفيكا.

وجاء أول لقاء رسمي بينهما كمدربين في مارس/آذار 2012 ضمن منافسات الدوري البرتغالي، وانتهى بالتعادل السلبي، قبل أن تتوالى المواجهات بين الطرفين في السنوات التالية.

ورغم تفوق كونسيساو في الكؤوس، فإن الصورة العامة للمواجهات بينهما، تصب في مصلحة جيسوس، الذي تفوق في 8 مباريات من أصل 19، مقابل 6 انتصارات لكونسيساو و5 تعادلات.

ويحمل جيسوس، الانتصار الأكبر في تاريخ لقاءاتهما، عندما قاد سبورتينج لشبونة لاكتساح فيتوريا جيماريش الذي كان يقوده كونسيساو بنتيجة 5-1، خلال موسم 2015-2016 في الدوري البرتغالي.

كلاسيكو بنكهة برتغالية
تُضاف هذه الإحصاءات إلى الإثارة المنتظرة في موقعة الثلاثاء، التي تجمع فريقين يعيشان مسارين متباينين مؤخرًا. فقد تأهل النصر إلى هذا الدور بعد فوزه الكبير على جدة برباعية نظيفة، بينما احتاج الاتحاد إلى ركلة جزاء من صالح الشهري لحسم تأهله على حساب الوحدة بهدف دون رد.

ويحمل الاتحاد، لقب النسخة الماضية من البطولة، بعد تتويجه على حساب القادسية (3-1)، وهو لقبه السادس في المسابقة، بينما يسعى النصر لتعزيز سجله الذي يتضمن 5 ألقاب في تاريخه.

وتاريخيًا، التقى الفريقان في 8 مواجهات ضمن كأس الملك، فاز كل منهما 3 مرات، وحضر التعادل مرتين، ما يجعل موقعة الرياض متكافئة في الأرقام، وصعبة في التوقعات.

وبينما يملك جيسوس، خبرة طويلة في إدارة المباريات الحاسمة، يطمح كونسيساو إلى تأكيد بصمته الأولى في كأس الملك مع الاتحاد، بعد بداية متذبذبة محليًا.