آخر تحديث للموقع : الجمعة - 31 أكتوبر 2025 - 10:07 م

رياضة عالمية

جابي يفتح النار على فينيسيوس: تصرفاته لا تليق بنجم ريال مدريد

الجمعة - 31 أكتوبر 2025 - 02:19 م بتوقيت عدن

عدن سبورت - متابعات

اشتعل الجدل من جديد داخل أروقة ريال مدريد، عقب الأزمة التي تفجّرت في مواجهة الكلاسيكو أمام برشلونة، بعدما أظهر النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور غضبه العلني من قرار مدربه تشابي ألونسو باستبداله خلال الشوط الثاني، في مشهد أثار دهشة الجماهير والمراقبين على حد سواء.

ورغم أن فينيسيوس قدّم اعتذارًا علنيًا في اليوم التالي للواقعة، إلا أن الانتقادات لم تتوقف، لتتجاوز جماهير ريال مدريد وتصل إلى شخصيات معروفة في الوسط الكروي الإسباني، كان أبرزهم القائد السابق لأتلتيكو مدريد، جابي فرنانديز، الذي انتقد تصرف اللاعب بشدة، معتبرًا أنه تجاوز حدود الانضباط داخل الفريق الملكي.

وقال جابي في تصريحات لبرنامج "El Larguero" الإسباني: "فينيسيوس يختبر صبر كل من حوله يومًا بعد يوم، وما حدث أمام برشلونة كان متوقعًا. ولكن في النهاية، التعامل مع مثل هذه المواقف مسؤولية المدرب، لأن كل شيء يجب أن يُناقش داخل غرفة الملابس وليس أمام الكاميرات".

وأضاف القائد السابق للروخيبلانكوس، الذي سبق له تدريب ريال سرقسطة: "لو كنت مدربه، كنت سأتحدث معه مباشرة بعد المباراة. ما فعله بنشر بيان دون أن يعتذر للمدرب شخصيًا أمر غير مقبول، ويدل على قدر من الأنانية المفرطة. هذه التصرفات لا مكان لها في كرة القدم الاحترافية، خصوصًا في نادٍ بحجم ريال مدريد".

تحديات ألونسو بين الانضباط والنجومية

وتطرّق جابي إلى موقف تشابي ألونسو في ظل تصاعد التوتر داخل الفريق، مشيرًا إلى أن المدرب الإسباني يواجه اختبارًا صعبًا في أول مواسمه مع ريال مدريد.

وقال: "تشابي ألونسو يعيش تجربة مختلفة تمامًا عن ليفركوزن، فالضغط هنا أكبر بكثير. الريال ليس ناديًا عاديًا، لكنني أعتقد أنه يتعامل مع الضغوط بحكمة حتى الآن".

وكانت الأزمة قد بدأت في الدقيقة 72 من مباراة الكلاسيكو التي انتهت بفوز ريال مدريد (2-1) على ملعب سانتياجو برنابيو، حين قرر ألونسو استبدال فينيسيوس بزميله رودريجو جويس.

وفور رؤية رقمه على لوحة الحكم الرابع، بدا الغضب واضحًا على وجه فينيسيوس الذي أطلق عبارات احتجاج مسموعة، قبل أن يغادر أرضية الميدان متجهًا نحو غرفة الملابس دون مصافحة مدربه أو الجلوس على مقاعد البدلاء.

وخلال خروجه، التقطت الكاميرات كلمات غاضبة قالها اللاعب، من بينها: "أنا دائمًا من يُستبدل! من الأفضل أن أغادر، سأرحل عن الفريق!".

مشهد لم يمر مرور الكرام داخل النادي، ولا بين الجماهير التي انقسمت بين متفهم لاندفاع اللاعب الغاضب، ومنتقد لما وصفوه بـ"قلة احترام" تجاه المدرب الجديد.

بيان الاعتذار.. محاولة لاحتواء العاصفة

بعد ساعات من نهاية المباراة، نشر فينيسيوس بيانًا عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه: "أود اليوم أن أعتذر لجميع المدريديين عن ردّ فعلي عند استبدالي في الكلاسيكو. كما فعلت خلال تدريب اليوم، أود أيضًا أن أعتذر لزملائي، وللنادي، وللرئيس. أحيانًا تغلبني الحماسة لأنني أرغب دائمًا في الفوز ومساعدة فريقي. شخصيتي التنافسية نابعة من حبي لهذا النادي ولكل ما يمثله. أعدكم بأنني سأواصل القتال في كل لحظة من أجل مصلحة ريال مدريد كما فعلت منذ اليوم الأول".

ورغم أن الاعتذار بدا صادقًا في مضمونه، إلا أن كثيرين رأوا أنه جاء متأخرًا، ولم يكن موجهًا بالدرجة الكافية إلى مدربه تشابي ألونسو الذي بدا متحفظًا في التعامل مع الأزمة.

كواليس التهديد والعودة

برنامج "El Chiringuito" الإسباني الشهير كشف عن تفاصيل جديدة لما جرى بعد خروج فينيسيوس من الملعب.

بحسب ما نُقل، فإن تشابي ألونسو لم يتجاهل الموقف كما بدا على الكاميرات، بل أصدر تعليمات صارمة لأحد أفراد طاقمه الفني قائلًا: "اذهب وأحضره. أخبره بوضوح أنه إذا لم يعد إلى مقاعد البدلاء، فلن يلعب كثيرًا مستقبلًا".

ويُقال إن عضو الجهاز الفني وجد فينيسيوس في غرفة الملابس غارقًا في الغضب، ورفض في البداية العودة، لكن بعد عدة محاولات وتهديدات متكررة من المدرب، عاد في النهاية وجلس على مقاعد البدلاء بوجهٍ عابس.

ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن تشابي ألونسو لم يُبدِ غضبًا علنيًا بعد الواقعة، لكنه شعر بخيبة أمل كبيرة من سلوك لاعبه، وهو شعور يُرجَّح أنه سيؤثر على العلاقة بين الطرفين في المرحلة المقبلة.

هدوء ألونسو وثقته بعد الكلاسيكو

بعد المباراة، ظهر تشابي ألونسو أمام وسائل الإعلام أكثر هدوءًا مما توقع الكثيرون، إذ ركّز على الجوانب الفنية أكثر من الخلافات الشخصية.

وقال المدرب الإسباني: "أنا سعيد جدًا من أجل اللاعبين، كانوا بحاجة لمعرفة أنهم قادرون على الفوز في مباراة بهذا الحجم. الانتصار كان مستحقًا، وربما أقل من مجريات اللقاء. هذا الفوز مهم جدًا للمستقبل".

وعن شعوره بعد تحقيقه أول انتصار له كمدرب في الكلاسيكو، أوضح ألونسو: "لا أشعر بأي تحرر من ضغط أو عبء. لدينا طريق طويل، ويجب أن نتحلى بالهدوء والتركيز".

أما عن أزمة فينيسيوس، فقد حاول المدرب تهدئة الموقف، قائلًا: "خرجت من المباراة بالكثير من الإيجابيات، من بينها أداء فيني نفسه. سنتحدث عن الأمر داخليًا، لكن لا أريد أن أفقد التركيز على النقاط الأهم. كل اللاعبين يملكون شخصيات مختلفة، وسنوضح الأمور داخل المجموعة".

ورغم إصرار الصحفيين على طرح أسئلة إضافية حول سلوك فينيسيوس، رفض ألونسو الدخول في تفاصيل إضافية، مشددًا على أن التوتر أمر طبيعي في مباريات الكلاسيكو: "هذا طبيعي، الكلاسيكو دائمًا يحمل توترًا ومشاعر قوية. المهم أن تبقى الأمور في إطار المنافسة الصحية".

تأتي هذه الأزمة في وقت حساس لريال مدريد، الذي يسعى للحفاظ على صدارته في الليجا ومواصلة مشواره الأوروبي بثبات. ومع أن النادي الملكي يمتلك تاريخًا طويلًا في احتواء المواقف الانفعالية، إلا أن سلوك فينيسيوس الأخير يعيد طرح التساؤلات حول نضجه الذهني واستعداده لتحمل مسؤولية كونه أحد أبرز نجوم الفريق في المرحلة المقبلة.