آخر تحديث للموقع : الجمعة - 19 سبتمبر 2025 - 03:37 م
مكرم .. المسكون بالنجاح
الجمعة - 19 سبتمبر 2025 - 03:03 م بتوقيت عدن
مطر الفتيح
📽️ شخصية استثنائية امتزجت فيها عناصر النجاح والإصرار ، مغلفة بإرادة صلبة لا تعرف الانكسار ، ونظرة حكيم مستبصر يعرف تماماً متى يهاجم من مختلف المراكز التي يتقنها .. حتى في حالات الدفاع ، يهاجم بلا خوف ، مسكوناً بروح ورغبة الانتصار .
📽️ شارك مع جيل العمالقة بقميص الصقر ، كان عملاقاً بشحمه ولحمه وعطائه .. أبدع مع الساحرة المستديرة وقبلها مع مدورة الطاولة حيث تألق مبكراً ، لكن مفعول الأولى كان الأقوى فحولته الأيام من نجم فذ داخل الملعب إلى مدرب مجيد على دكة البدلاء ويُحسب له ألف حساب.
📽️ سبق الجميع بفكره وتوجهه حين أسس مدرسة كروية تعتبر الأولى والرائدة في أرجاء الوطن تعنى برعاية المواهب الواعدة ، ساعياً إلى خدمة أندية تعز أولاً من الإنتاج الذي سيحصده ، قبل أن تخوض تلك الاسماء غمار التحدي مع المنتخبات الوطنية .. هذا العمل الأكاديمي جاء بعد رحلته التدريبية في جمهورية العراق الشقيق ، وتوجه عقب ذلك إلى تأسيس - مركز تعز لتطوير الفئات العمرية - الذي لاقى دعماً كبيراً من الداعم الجميل شوقي أحمد هائل بحضور المساند زيد النهاري .
📽️ وإن أنهكت المركز الصعوبات مع مرور الوقت ، فإن فكرته وتطبيقه يظلان من أفكاره الإيجابية .. مهاجم الرشيد المخضرم صدام قاسم هو أحد خريجي تلك المدرسة النموذجية .. أكاديمية الريادة فرع اليمن - تعز - الذي ترأسها (مكرم) قبل أن تتحول إلى نادي رسمي في مسقط الرأس السعودية ، أحد التجارب التي بدأت ولم تُكمل المشوار الذي ننتظر انطلاقته من جديد بثوب قشيب وتنافسي .
📽️ خاض تحدياً حقيقياً عندما قاد الفريق الكروي لنادي الرشيد إلى مصاف أندية النخبة لأول مرة من بوابة (الكبسي) ، وقدم للكرة اليمنية جيلاً من النسور الذين التهموا الأخضر واليابس بعد ذلك ، جيلاً لا يُنسى : يوسف الرعوي ، الأخوين بسام وتميم حميد ، نجيب الحداد ، نزيه الصالحي ، عبدالله يسلم ، باسم العاقل، علي الخولاني ، مروان عبدالوارث ، عصام عبده قاسم ، خالد دبوان ، رحمة الشفاء ، عصام ياسين ، شوقي محمد حسن ، محمد الحلحلي ، حمدي النهاري ، فرج مبروك وغيرهم الكثير.
📽️ خاض تجارب تدريبية عدة رافقه فيها النجاح ، وعانده الحظ في بعضها .. سواءً مع الأهلي ، الطليعة ، نجم سبأ ذمار ، شباب الجيل ، تضامن شبوة ، الميناء وغيرها .. في كل محطة ترك بصمة إيجابية وتأثيراً واضحاً على المجتمع المحيط بتلك الأندية ، تأثير لا يزال مستمراً حتى اليوم.
📽️ يعرف قيمة وجوهر الموهبة على بعد أميال ، فيمنحها حقها من الرعاية والتقدير والدعم .. يعمل على توجيهها نحو التربة الخصبة كي تنمو وتثمر وتعطي ، دائم القرب من الجميع ، بالفعل هو سند لمن لا سند له.
📽️ ارتبط بمديريات الساحل ارتباطاً وثيقاً ، هو مفتون فعلاً و بجنون بخصوبة أرضها وغناها بالمواهب والخامات التي لم تنل حقها بعد .. ومن خلال موقعه في مكتب الشباب والرياضة ناضل لإيقاظ هذا المارد في شباب ورياضيي المنطقة ، فقدم الكثير لأبناء المخأ والمديريات المجاورة ، ليس في الجانب الرياضي فحسب ، بل في جميع الأنشطة الشبابية والثقافية ، فكسب حب واحترام كل من عرفه هناك ، لا يزال حتى اللحظة يناضل من أجل توفير بنية تحتية رياضية تحتوي أبناء تلك المناطق ، وهو قريب من النجاح إذا صدقت نوايا المسئولين وأهل الحل والربط.
📽️ في زمن الحرب وخلال فترة التعافي حمل على عاتقه برفقة الصادقين هم إعادة الحياة الرياضية إلى الواجهة .. من ملعب (حول الشجرة) الشعبي بعث شرارة العودة التي أنارت ظلام البارود ولعلعة الرصاص وروائح الموت المنتشرة ، ومثله فعل الكابتن نوفل أمين بعد تحرير منطقة الحوض بتفعيل وتطبيع النشاط على ملعب النصر ، بحضور رسمي في مقدمته وكيل وزارة الشباب أيمن المخلافي قبل العودة الحقيقية مؤخراً بقيادة المهندس فؤاد فاضل.
📽️ امتد حضوره الجميل حد احياء النشاط الرياضي الشعبي ، ففعل من جديد مع الرفاق اتحاد الرياضة للجميع ، ومد يده لأصحاب الهمم من المبتورين وضحايا الحرب ليقيم لهم اتحاداً يعنيهم انطلقت شرارته الأولى من رأس مكرم وتعز .. فضلاً عن عقليته الناضجة التي اسهمت في نجاح اتحاد الشرطة.
📽️ لا يندم على أمور كثيرة يعتبرها سحابة صيف عابرة ، فلم يشغل باله مثلاً بمن تآمر عليه تحت شمس الظهيرة في اختبارات الحصول على الرخصة التدريبية (A) ، ولا يلهث و يسعى لتولي تدريب المنتخبات الوطنية - كما يفعل الآخرون - رغم استحقاقه لذلك بفضل خبرته الغنية وتواجده الفاعل في الميدان قولاً وفعل .
📽️ نبيل مكرم .. أحد أعمدة الرياضة في محافظة تعز ، وركن من أركان عصرها الذهبي ، ومنقذ حقيقي في زمن الخوف والموت .. رجل شكل وجوده وتأثيره الإيجابي حجر أساس في عصر النهضة خلال العقد الأخير .. لم تنصفه الأيام بعد ، لكن المستقبل كفيل أن يرد له الجميل .. مكرم أنصف واقعه ومجتمعه ولم ينتظر المقابل ، واثبت للجميع أنه أخذ من اسمه الكثير وأعطاه للجميع.
الجمعة/19/سبتمبر/2025 - 03:37 م
الجمعة/19/سبتمبر/2025 - 03:03 م
الجمعة/19/سبتمبر/2025 - 02:02 م
الجمعة/19/سبتمبر/2025 - 01:55 م