آخر تحديث للموقع : الإثنين - 03 نوفمبر 2025 - 06:42 ص
ضحية رابعة بين مدربي البريميرليج
الإثنين - 03 نوفمبر 2025 - 01:15 ص بتوقيت عدن
عدن سبورت - متابعات
أعلن نادي وولفرهامبتون واندررز إقالة مدربه فيتور بيريرا، بعد مرور 45 يوما فقط على توقيعه عقدا جديدا لمدة ثلاث سنوات مع الفريق.
وجاءت إقالة المدرب البرتغالي عقب الخسارة أمام فولهام بنتيجة 0-3 أمس السبت، وهي المباراة التي وصفها بيريرا بأنها "الأسوأ" خلال فترة قيادته للنادي.
وتجمد رصيد وولفرهامبتون عند ذيل جدول الدوري الإنجليزي الممتاز، دون أي انتصار في أول عشر مباريات من الموسم الحالي.
كان بيريرا قد جدد عقده في سبتمبر/أيلول الماضي حتى عام 2028، رغم البداية الأسوأ في تاريخ النادي بالبريميرليج، التي تضمنت خمس هزائم متتالية.
واكتفى الفريق بحصد نقطتين فقط من أول عشر جولات في الدوري، كما ودّع كأس الرابطة الإنجليزية (كاراباو) من الدور ثمن النهائي، بعد خسارته أمام تشيلسي بنتيجة 3-4 يوم الأربعاء الماضي.
وتولى بيريرا (57 عاما) تدريب وولفرهامبتون في ديسمبر/كانون الأول 2024 خلفا لجاري أونيل، حين كان الفريق يحتل المركز التاسع عشر برصيد ست نقاط فقط من أول 19 مباراة.
وتمكن المدرب البرتغالي حينها من إنقاذ الفريق، محققا عشرة انتصارات في آخر 22 مباراة بالدوري، ليُنهي الموسم الماضي في المركز السادس عشر.
لكن منذ سلسلة الانتصارات الستة التي حققها الفريق في أبريل/نيسان الماضي، فشل وولفرهامبتون في تحقيق أي فوز في آخر 14 مباراة بالدوري، منها 11 هزيمة، أبرزها الخسارة أمام فولهام السبت الماضي، وقبلها السقوط في الوقت القاتل أمام بيرنلي على ملعبه.
وشهدت مباراة بيرنلي توترا بين بيريرا وجماهير وولفرهامبتون، بعدما دخل في مشادة كلامية مع بعض المشجعين الذين هتفوا ضده قائلين: "سيُقال في الصباح". وتكررت الهتافات نفسها في ملعب كرافن كوتيج أمام فولهام.
وقال بيريرا عقب لقاء بيرنلي: "قبل شهرين فقط، كانت الجماهير تهتف باسمي بسبب العمل الذي قمنا به الموسم الماضي، ونحن نلعب في الدوري الممتاز، وليس في الدرجة الأولى".
وأضاف: "لكنني أفهم الآن أنه في ظل غياب النتائج، هذا هو حال كرة القدم، ربما يهتفون الآن لإقالتي. ومع ذلك، لو كنت مشجعا اليوم، لشعرت بالفخر بالفريق، لأن اللاعبين قدموا كل ما لديهم وأظهروا شخصية قوية".
وشهد سوق الانتقالات الصيفي رحيل أبرز نجوم الفريق، حيث انتقل ريان آيت-نوري إلى مانشستر سيتي، وماتيوس كونيا إلى مانشستر يونايتد، في حين أبرم النادي سبع صفقات جديدة لدعم قائمة بيريرا.
بصمة بيريرا
يُعد فيتور بيريرا أحد أبرز المدربين البرتغاليين الذين تركوا بصمتهم في عالم التدريب خلال العقدين الأخيرين، بفضل مسيرة حافلة بالتنقل بين أندية أوروبا وآسيا، وتحقيق نجاحات متفاوتة في مختلف البيئات الكروية. وُلد بيريرا في مدينة إسبينيو البرتغالية عام 1968، وبدأ مسيرته في عالم التدريب بعد مشوار متواضع كلاعب في دوريات الهواة ببلاده. لكن موهبته التدريبية سرعان ما لفتت الأنظار، ليتدرج في المراتب الفنية حتى وصل إلى تدريب أحد أكبر الأندية في البرتغال.
بدأ بيريرا مسيرته كمدرب مساعد في عدد من الأندية المحلية، قبل أن يتولى المهمة الفنية لفريق "سانتا كلارا" عام 2008، حيث أظهر قدرة كبيرة على تطوير اللاعبين الشباب وتحقيق نتائج تفوق الإمكانيات. هذا الأداء لفت انتباه نادي بورتو، الذي ضمه إلى جهازه الفني مساعدا للمدرب أندريه فيلاش بواش في موسم 2010-2011، وهو الموسم الذي شهد تحقيق بورتو الثلاثية (الدوري، الكأس، والدوري الأوروبي).
بعد رحيل فيلاش بواش إلى تشيلسي، قرر بورتو منح بيريرا فرصة قيادة الفريق الأول في صيف 2011، وهي الخطوة التي شكلت نقطة التحول الأهم في مسيرته. لم يخيب بيريرا الآمال، حيث قاد بورتو للتتويج بلقب الدوري البرتغالي مرتين متتاليتين (2011-2012 و2012-2013)، مقدما كرة هجومية منظمة جعلته من أبرز المدربين الصاعدين في أوروبا.
بعد نجاحه في بورتو، خاض بيريرا سلسلة من التجارب الخارجية التي أظهرت مرونته وقدرته على التأقلم مع ثقافات كروية مختلفة. فقد انتقل إلى السعودية لتدريب الأهلي في موسم 2013-2014، حيث نافس بقوة على الألقاب المحلية، قبل أن يخوض تجربة جديدة في اليونان مع أولمبياكوس عام 2015، ويحقق معه ثنائية الدوري والكأس.
كما درّب بيريرا نادي فنربخشة التركي مرتين، الأولى بين عامي 2015 و2016، والثانية في موسم 2021-2022، وحقق خلالهما نتائج متفاوتة، حيث قاد الفريق للمنافسة على الصدارة دون أن ينجح في استعادة لقب الدوري. وبين التجربتين، أشرف على عدد من الأندية في ألمانيا والصين، أبرزها فريق 1860 ميونخ وشنجهاي سيبج، الذي قاده للتتويج بلقب الدوري الصيني عام 2018 بعد منافسة شرسة مع جوانجزو إيفرجراند.
ويُعرف بيريرا بأسلوبه القائم على التنظيم الدفاعي الصارم والتحولات السريعة، مع اهتمام خاص بالضغط العالي واستغلال الأطراف، وهي فلسفة مستوحاة من المدرسة البرتغالية الحديثة التي ينتمي إليها مدربون كبار مثل جوزيه مورينيو وأندريه فيلاش بواش. كما يُعتبر مدربا صارما في التعامل مع لاعبيه، لكنه يتمتع بشخصية قيادية قوية تجعله محبوبا من بعض المجموعات ومثيرا للجدل في أخرى.
في أواخر عام 2024، عاد بيريرا إلى إنجلترا لتولي تدريب وولفرهامبتون، في محاولة لإنقاذ الفريق من الهبوط، بعد تجربة قصيرة مع نادي الشباب السعودي (فبراير/ديسمبر 2024)، ونجح بالفعل في إبقائه ضمن البريميرليج بعد أداء مميز في النصف الثاني من الموسم. إلا أن الأمور ساءت في الموسم التالي، حيث فشل الفريق في تحقيق أي فوز خلال أول عشر مباريات من موسم 2025-2026، ما أدى إلى إقالته بعد ضغوط جماهيرية وإعلامية متزايدة.
ورغم النهاية الصعبة مع وولفرهامبتون، يبقى فيتور بيريرا واحدا من أكثر المدربين البرتغاليين خبرة على الساحة العالمية، بفضل مسيرة شملت العمل في ست دول مختلفة، وتحقيق ألقاب في ثلاث منها، ما يجعله دائماً مرشحاً للعودة إلى الأضواء مع مشروع جديد في المستقبل القريب.
ضحية جديدة
ويعد بيريرا الضحية الرابعة بين مدربي البريميرليج منذ بداية الموسم الجاري، إذ أقال نادي نوتنجهام فورست مدربيه نونو سانتو ثم خليفته أنجي بوستيكوجلو، بينما أقال نادي وست هام مدربه جراهام بوتر.
الإثنين/03/نوفمبر/2025 - 06:42 ص
الإثنين/03/نوفمبر/2025 - 06:12 ص
الإثنين/03/نوفمبر/2025 - 06:09 ص
الإثنين/03/نوفمبر/2025 - 06:02 ص