آخر تحديث للموقع : الجمعة - 07 نوفمبر 2025 - 02:35 م

رياضة عالمية


مأزق أوروبي يطارد برشلونة.. وموقعة لندن كلمة السر

الجمعة - 07 نوفمبر 2025 - 01:25 م بتوقيت عدن

مأزق أوروبي يطارد برشلونة.. وموقعة لندن كلمة السر

عدن سبورت - متابعات

يجد برشلونة نفسه أمام وضع معقد في دوري أبطال أوروبا تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، بعدما أهدر الفريق الكتالوني في أربع جولات فقط من مرحلة المجموعات هذا الموسم نفس عدد النقاط الذي أضاعه خلال مشواره الأوروبي الكامل في الموسم الماضي.

فبعد الهزيمة أمام باريس سان جيرمان والتعادل المحبط أمام كلوب بروج، تراجعت حظوظ البارسا في التأهل المباشر إلى ربع النهائي، وبات الفريق مطالبًا بتدارك الموقف سريعًا قبل فوات الأوان.


في الموسم الماضي، قدّم برشلونة واحدة من أكثر نسخه استقرارًا على الصعيد الأوروبي، إذ لم يخسر سوى مرة واحدة أمام موناكو وتعادل مرة واحدة أمام أتالانتا في الجولة الأخيرة، ليُثبت أنه فريق قادر على الثبات والتوازن. أما هذا الموسم، فالصورة مغايرة تمامًا، إذ بات الفريق يعاني من هشاشة واضحة، جعلته يدخل كل مباراة بضغط مضاعف وبأعصاب مشدودة.

وبحسب صحيفة "آس" الإسبانية، فإن الموقعة المقبلة أمام تشيلسي في لندن تمثل مفترق طرق بالنسبة لفليك وفريقه؛ لأن أي خسارة هناك قد تعقّد الحسابات بشكل خطير. ففي حال فشل برشلونة في العودة بنتيجة إيجابية، فإنه حتى بانتصاره في المباريات التالية أمام آينتراخت فرانكفورت وسلافيا براج وكوبنهاجن، لن يتمكن من تجاوز حاجز الـ16 نقطة.

وتشير دراسة تحليلية وزعتها اللجنة المنظمة لدوري الأبطال الموسم الماضي إلى أن الفريق الثامن في الترتيب يحتاج عادةً إلى ما بين 17 و18 نقطة لضمان التأهل، ما يعني أن فليك سيكون مضطرًا للعودة بنتيجة إيجابية من لندن إن أراد تجنّب الدخول في دوامة الحسابات أو خطر السقوط نحو الملحق الأوروبي.

ضغط متصاعد وتوازن مفقود

هكذا يدخل برشلونة المرحلة الحاسمة من دور المجموعات تحت ضغط كبير، وسط حاجة ملحّة إلى إيجاد التوازن بين الفاعلية الهجومية والصلابة الدفاعية، وهو التوازن الذي بدا مفقودًا منذ بداية الموسم.

فالتعادل الدرامي (3-3) أمام كلوب بروج كشف بوضوح أن أزمة برشلونة لم تعد هجومية، بل دفاعية بالدرجة الأولى. فالفريق الذي يصنع ويسجل الأهداف بسهولة، يستقبلها أيضًا بسهولة أكبر، في مشهد يعكس غياب التنظيم والرقابة في الخط الخلفي.

استقبلت شباك برشلونة تحت قيادة فليك 20 هدفًا في 15 مباراة حتى الآن، وهو رقم يعكس هشاشة دفاع الفريق رغم ما يمتلكه من أسماء كبيرة وخبرة واسعة. فبرشلونة يسجل كثيرًا، لكنه لا يعرف كيف يحافظ على تفوقه.

وفي الوقت الذي يواصل فيه هجوم البارسا تألقه بقيادة لامين يامال وليفاندوفسكي، تبدو المنظومة الدفاعية عاجزة عن مجاراة سرعة الخصوم، خصوصًا في المرتدات، وهو ما تكرر مرارًا في المواجهات الأوروبية هذا الموسم.

أهداف كثيرة.. ودفاع هش

إحصائيًا، خاض فليك مع برشلونة 75 مباراة حتى الآن، حقق خلالها 54 فوزًا و9 تعادلات و12 خسارة، لكن الإحصائية الأكثر إثارة للقلق هي أن الفريق استقبل ثلاثة أهداف أو أكثر في عشر مباريات، وهي نسبة مرتفعة جدًا بالنسبة لفريق يسعى للمنافسة على كل البطولات.

وغالبًا ما جاءت هذه الانهيارات الدفاعية في المباريات الكبرى، مثل الفوز المثير (5-4) على بنفيكا في دوري الأبطال، والتعادل (4-4) مع أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس الملك، والتعادل (3-3) ثم الخسارة (4-3) أمام إنتر ميلان في النسخة الماضية من دوري الأبطال، وهي مباريات كشفت جميعها عن العيوب نفسها: ضعف التنظيم، وغياب الضغط المنظم، وسوء التمركز.

وخلال الموسم الماضي من دوري الأبطال، استقبل برشلونة 24 هدفًا في 14 مباراة، بينما لم تتلق شباك باريس سان جيرمان أكثر من 15 هدفًا في 17 مباراة نحو اللقب، ما يعكس الفارق الشاسع في الصلابة الدفاعية بين البطل والفريق الكتالوني.

الأدهى أن برشلونة، في المباريات العشر التي استقبل خلالها ثلاثة أهداف أو أكثر، سجل 33 هدفًا لكنه استقبل 35، ولم يحقق الفوز إلا في ثلاث مباريات منها فقط. أي أن أسلوب فليك الهجومي لم يكن كافيًا لتعويض التراجع الدفاعي، بل أحيانًا كان جزءًا من المشكلة.

أسلوب فليك تحت المجهر

يعتمد فليك على الضغط العالي والدفاع المتقدم، وهي فلسفة هجومية تعتمد على السيطرة المطلقة على الكرة. لكن هذا الأسلوب تحول في كثير من الأحيان إلى نقطة ضعف قاتلة، إذ يمنح المنافسين مساحات شاسعة خلف المدافعين، خصوصًا في لحظات فقدان الكرة.

أمام كلوب بروج، تكرر السيناريو نفسه ثلاث مرات: فقدان الكرة في مناطق حساسة، ضغط غير منظم، وهجمات مرتدة خاطفة. في كل مرة، بدا برشلونة بلا قدرة على التراجع أو التنظيم، وكأن الفريق يُهاجم دون أن يفكر في الدفاع.

وفي هذا السياق، توضح الأرقام أن برشلونة استقبل الأهداف في تسع مباريات متتالية، بمجموع 20 هدفًا في 15 مباراة، منها سبعة في أربع مباريات أوروبية فقط هذا الموسم، ما يسلّط الضوء على عمق الأزمة.