آخر تحديث للموقع : الإثنين - 29 سبتمبر 2025 - 08:23 م

رياضة عالمية

شخصية آرسنال ودراما ليفربول.. أبرز ظواهر جولة البريميرليج القياسية

الإثنين - 29 سبتمبر 2025 - 01:32 م بتوقيت عدن

عدن سبورت - متابعات - كوورة

قال ميكيل أرتيتا: "إنها فرصة هائلة الآن لنوجه رسالة ونثبت للجميع، ولأنفسنا أيضا، الفريق الذي نحن عليه".
بهذه الكلمات عبّر مدرب آرسنال عن القيمة المعنوية الكبيرة لانتصار فريقه الدرامي على نيوكاسل يونايتد، في ملعب "سانت جيمس بارك"، في واحدة من أكثر المباريات إثارة منذ بداية الموسم بالدوري الإنجليزي الممتاز.

الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل محطة مهمة تعكس شخصية فريق بدأ يُظهر ملامح البطل.

"إثارة"

شهدت المباراة أحداثا مثيرة منذ بدايتها وحتى اللحظة الأخيرة. فبينما تقدم نيوكاسل بهدف مباغت، بدا آرسنال عازما على العودة. ومع ذلك، اصطدم الفريق بقرارات تحكيمية مثيرة للجدل، أبرزها إلغاء ركلة جزاء بعد العودة لتقنية الفيديو، وهو ما أثار غضب اللاعبين والجماهير.

لكن ردة فعل آرسنال كانت استثنائية، إذ واصل ضغطه حتى الدقيقة 97، ليسجل جابرييل هدف الفوز القاتل من كرة رأسية، في مكافأة طبيعية على الإصرار والسيطرة التي فرضها الفريق طوال المباراة.

المدرب الإسباني واجه انتقادات حادة قبل أيام، بعد أسلوبه المتحفظ أمام مانشستر سيتي، لكنه قدّم في نيوكاسل نسخة أكثر جرأة، حين دفع بإيبيريتشي إيزي في التشكيل الأساسي إلى جانب مارتن زوبيميندي وديكلان رايس.

هذا الثلاثي منح خط الوسط توازنا أكبر، وساعد الفريق على فرض أسلوبه في وسط ملعب منافس صعب. اللافت أن إيزي، المنتقل هذا الصيف من كريستال بالاس، انسجم سريعا وأظهر أنه قد يكون القطعة الناقصة في منظومة أرتيتا.

جاري نيفيل، المحلل في شبكة "سكاي سبورتس"، علّق قائلا إن الفرق التي تنافس على اللقب لا تكتفي بالتعادل، بل تبحث عن الفوز حتى الرمق الأخير، وهو بالضبط ما فعله آرسنال. الفريق لم يرضخ للواقع ولم يتأثر بالوقت المتأخر أو القرارات التحكيمية، بل واصل الهجوم إلى أن حسم المباراة، وهو سلوك يعكس عقلية جديدة قد تكون الفارق في سباق الدوري.
"وقت حساس"

الفوز جاء في وقت حساس بعد تعثر ليفربول أمام كريستال بالاس، ما منح آرسنال فرصة ذهبية لتقليص الفارق والاقتراب من القمة. وبالنظر إلى جدول المباريات الصعب الذي خاضه الفريق منذ بداية الموسم، فإن الخروج بهذه الحصيلة يعد إنجازا.

ففي غضون ست جولات فقط، زار آرسنال ملاعب ليفربول ومانشستر يونايتد ونيوكاسل، كما استضاف مانشستر سيتي، وهي سلسلة اختبارات قلما يواجهها فريق في هذه المرحلة المبكرة. ورغم الخسارة في أنفيلد والتعادل مع السيتي، فإن أداء آرسنال يؤكد أنه بات منافسا حقيقيا.

ديكلان رايس كان أحد أبرز نجوم اللقاء. اللاعب الإنجليزي لم يكتف بأدواره الدفاعية، بل قدّم تمريرات حاسمة وغطى مساحات شاسعة في الملعب، مؤكدا أنه استثمار ناجح للفريق. ومع الأداء القوي لخط الدفاع بقيادة ويليام ساليبا، ظهر آرسنال بصلابة مختلفة عن المواسم السابقة، التي كثيرا ما اتسمت بالانهيار في اللحظات الحرجة.

المباراة لم تكن مجرد درس في التكتيك أو القوة البدنية، بل جسّدت ظاهرة باتت لافتة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي: الأهداف المتأخرة. ففي اليوم نفسه، شهدت البطولة رقما قياسيا بتسجيل ثمانية أهداف بعد الدقيقة 90.

هذه الظاهرة تبرز كيف أن المباريات لم تعد تُحسم قبل صافرة النهاية، خاصة مع زيادة الوقت المحتسب بدلا من الضائع، بسبب تدخلات "الفار" وكثرة التوقفات.
دراما الريدز

ليفربول كان مثالا على الوجه الآخر للدراما، إذ تلقى هدفا قاتلا أمام كريستال بالاس سجله إيدي نكيتياه، بينما تحوّل الفريق اللندني من مجرد منافس على البقاء إلى مفاجأة الموسم. فمع المدرب النمساوي أوليفر جلاسنر، حافظ الفريق على سلسلة خالية من الهزائم، وصلت إلى 18 مباراة، وهو إنجاز تاريخي يضعه في مصاف الكبار.

خلال هذه الفترة، هزم بالاس ليفربول مرتين، تعادل مع آرسنال، وتفوق على مانشستر سيتي في نهائي الكأس. لم يعد الفريق يكتفي بالمركز الرابع عشر، كما في سنوات سابقة، بل أصبح يحلم بالمنافسة على المراتب الأوروبية.

أرقام بالاس تثير الإعجاب: دفاع صلب لم يستقبل سوى 12 هدفا في 18 مباراة، وهجوم يمتلك حلولا متنوعة، بفضل لاعبين مثل إسماعيلا سار وجان-فيليب ماتيتا وتايريك ميتشيل.

حتى في الظروف الصعبة، مثل خسارة نجم الوسط إيزي لصالح آرسنال، وحرمان النادي من المشاركة الأوروبية بقرار من "يويفا"، لم يفقد الفريق توازنه. انتصاره الأخير على ليفربول، أكد أن ما يحدث ليس مجرد طفرة مؤقتة، بل نتاج عمل منظم وعقلية جماعية جديدة.

هكذا، لم يكن يوم الأحد يوما عاديا في البريميرليج. آرسنال أرسل رسالة قوية بأنه منافس جاد على اللقب، كريستال بالاس واصل كتابة قصة مدهشة، وظاهرة الأهداف المتأخرة أضافت بعدا جديدا للإثارة.

وبينما يواصل الموسم تقدمه، يبدو أنه سيكون من أكثر المواسم تنافسية وإثارة، على مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث لم يعد الكبار وحدهم يقررون مصير البطولة.