آخر تحديث للموقع : السبت - 18 أكتوبر 2025 - 01:29 ص

رياضة عالمية


الأزمة تتصاعد.. تحركات مناهضة لقرار الليجا بشأن "مباراة ميامي"

السبت - 18 أكتوبر 2025 - 12:37 ص بتوقيت عدن

الأزمة تتصاعد.. تحركات مناهضة لقرار الليجا بشأن "مباراة ميامي"

عدن سبورت - متابعات - كوورة

تصاعدت الأزمة بين رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "لا ليجا" واتحاد لاعبي كرة القدم في إسبانيا "AFE"، على خلفية القرار بإقامة مباراة برشلونة وفياريال في مدينة ميامي الأمريكية، يوم 20 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ضمن منافسات الدوري الإسباني، في ملعب "هارد روك ستاديوم".

وقوبل القرار الذي اعتبرته الليجا "خطوة عالمية لتوسيع انتشار البطولة"، برفض واسع من قبل اللاعبين، الذين أعلنوا عن تنظيم وقفة احتجاجية رمزية قبل انطلاق مباريات الجولة التاسعة من المسابقة، للتعبير عن رفضهم "لانعدام الشفافية وغياب الحوار" مع الجهة المنظمة.

رد عملي في الميدان

بحسب ما أكدته شبكة "COPE" الإسبانية، فإن لاعبي الأندية سيقومون بتأخير انطلاق اللعب لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 ثانية قبل انطلاق مباريات الجولة التاسعة، كإشارة احتجاج سلمية ضد أسلوب اتخاذ القرار المتعلق بإقامة لقاء رسمي من الليجا خارج إسبانيا.

وفي بيان رسمي صدر عن اتحاد اللاعبين الإسبان "AFE"، أوضح الاتحاد أن هذه الخطوة جاءت "بعد تجاهل رابطة الليجا لمطالب اللاعبين وعدم فتح قنوات حوار شفافة معهم".

وأضاف البيان: "اللاعبون يرفضون بشكل قاطع مشروع إقامة مباراة رسمية في الولايات المتحدة، لأنه لم يُعرض عليهم ولم تُدرس تبعاته القانونية والرياضية والاجتماعية بالشكل الكافي."

برشلونة وفياريال خارج نطاق الاحتجاج

أشار البيان إلى أن لاعبي برشلونة وفياريال لن يشاركوا في هذه الوقفة الاحتجاجية، رغم أنهم "يتفهمون موقف زملائهم ويتفقون معهم في الرأي"، لتجنب أي تفسيرات خاطئة قد تُعتبر أن الاحتجاج موجه ضد الناديين المعنيين بالمباراة.

وأوضح اتحاد اللاعبين: "نريد أن يكون احتجاجنا موجهًا فقط ضد طريقة إدارة الليجا لهذا الملف، وليس ضد أي نادٍ أو طرف آخر. الهدف هو الدفاع عن كرامة اللاعبين وحقهم في المشاركة في القرارات التي تمسّ عملهم وحقوقهم".

بداية الاحتجاج في مباراة أوفييدو وإسبانيول

سيكون اللقاء الافتتاحي للجولة التاسعة بين ريال أوفييدو وإسبانيول، والمقرر إقامته الليلة على ملعب "كارلوس تارتيري"، هو أول مباراة يتم فيها تنفيذ هذا الاحتجاج الرمزي، قبل أن تتكرر الحركة نفسها في بقية مواجهات الجولة في اليومين التاليين.

ويُنتظر أن تحظى هذه الخطوة بمتابعة إعلامية كبيرة داخل إسبانيا وخارجها، في ظل تصاعد الجدل حول مستقبل الليجا واتجاهها نحو "تسويق عالمي" قد يأتي على حساب هوية البطولة وجماهيرها المحلية.

رفض قاطع ودعوة للحوار

أكد الاتحاد الإسباني، في بيانه، أن اللاعبين ليسوا ضد تطوير المسابقة أو توسيع انتشارها عالميًا، ولكنهم يرفضون "المشروعات الأحادية الجانب" التي تُتخذ دون استشارة المعنيين الأساسيين، وهم اللاعبون أنفسهم.

وجاء في البيان نصًا: "نرفض رفضًا قاطعًا مشروع إقامة مباراة رسمية في الخارج دون موافقة اللاعبين، ونطالب بإنشاء طاولة حوار حقيقية بين الرابطة واتحاد اللاعبين، لمناقشة كل التفاصيل بشفافية وضمان احترام القوانين وحقوق العمال الرياضيين".

كما دعا الاتحاد إلى مراجعة قانونية شاملة للخطوة، مشيرًا إلى أن نقل مباراة رسمية إلى خارج الأراضي الإسبانية قد يتعارض مع اللوائح المنظمة للبطولة، ويؤثر على مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية.

"الليجا" تتمسك بقرارها

من جانبها، تواصل رابطة الدوري الإسباني الدفاع عن قرارها، مؤكدة أن اللعب في ميامي سيكون تجربة رائدة تهدف إلى تعزيز مكانة الليجا عالميًا، على غرار ما تقوم به الدوريات الأمريكية والآسيوية في تنظيم مباريات خارج حدودها.

لكن الانتقادات تزايدت من قبل جماهير الأندية أيضًا، حيث اعتبر كثيرون أن هذه الخطوة تفقد الدوري جزءًا من هويته وتقاليده، خاصة أن الجماهير المحلية ستحرم من حضور إحدى مباريات فريقها في منتصف الموسم.

القرار مفتوح على كل الاحتمالات

حتى الآن، ما تزال المباراة مدرجة رسميًا ضمن جدول الليجا ليوم 20 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لكن مصادر مقربة من الاتحاد الإسباني لكرة القدم تشير إلى أن هناك احتمالًا لمراجعة القرار في حال تصاعدت الاحتجاجات أو تدخلت الجهات الحكومية.

ومع استمرار الخلاف بين رابطة الليجا واتحاد اللاعبين، يبدو أن الجدل حول "مباراة ميامي" لن يهدأ قريبًا. فبينما تراها الليجا "خطوة نحو العالمية"، يراها اللاعبون "تجريدًا للبطولة من روحها الإسبانية".

وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، يبقى المشهد مفتوحًا بين مشروع تسويقي مثير وطموح واحتجاج جماعي يطالب بالشفافية والاحترام.

ورغم الجدل الذي رافق الفكرة منذ طرحها أول مرة عام 2018، فإن تيباس أصر على المضي قدمًا في تنفيذ المشروع الذي يعتبره جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى توسيع حضور الليجا عالميًا.

وقال تيباس، في تصريحاته: "لا أشعر بأي خوف من أن تأتي بطولات أخرى لتلعب في إسبانيا، سواء كانت الدوري الإنجليزي أو غيره.. نحن نؤمن بالتنافسية والانفتاح. ما نفعله اليوم هو خطوة نحو المستقبل، لتوسيع قاعدة جماهيرنا عالميًا".

وأفاد تيباس بأن إقامة المباراة في ميامي ستحمل فوائد متعددة ليس فقط للبطولة الإسبانية، بل أيضًا للمدينة الأمريكية التي ستحتضن الحدث.

وأكد: "سنكون في ميامي أربع أو خمس أسابيع قبل وبعد المباراة، وسنطلق سلسلة فعاليات لتعريف الجماهير الأمريكية بكل ما تقدمه الليجا، من برامجنا الاجتماعية إلى مبادرات دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى مشاركة سفراء الأندية المختلفة في أنشطة جماهيرية عبر مدن عدة في الولايات المتحدة".

ولفت رئيس الليجا إلى أن هذا الحدث لن يكون مجرد مباراة واحدة، بل بداية لمسار متكامل نحو بناء علاقة مستدامة بين الليجا والسوق الأمريكي، الذي يُعد أحد أكبر الأسواق الرياضية في العالم.

وأوضح: الهدف هو جعل الأندية الإسبانية أكثر قربًا من الجماهير في أمريكا الشمالية، وتعزيز قيمة العلامة التجارية لليجا عالميًا".