آخر تحديث للموقع : السبت - 18 أكتوبر 2025 - 01:29 ص

رياضة عالمية


بوني وإسبوزيتو.. ثنائية تُعيد الأمل لإنتر بعد خيبة طارمي وأرناوتوفيتش

السبت - 18 أكتوبر 2025 - 12:44 ص بتوقيت عدن

بوني وإسبوزيتو.. ثنائية تُعيد الأمل لإنتر بعد خيبة طارمي وأرناوتوفيتش

عدن سبورت - متابعات - كوورة

يستعد إنتر ميلان لمواجهة قوية أمام روما، مساء غدٍ السبت، على ملعب الأولمبيكو، في قمة الجولة السابعة من الدوري الإيطالي، وهي مواجهة لا تقتصر أهميتها على الصراع على القمة فحسب، بل تمثل اختبارًا جديدًا لجيل النيراتزوري الهجومي الواعد بقيادة الفرنسي أنجي يوان بوني والإيطالي فرانشيسكو بيو إسبوزيتو.

في غياب ماركوس تورام للإصابة، قرر المدير الفني كريستيان كيفو منح بوني فرصة المشاركة منذ الدقيقة الأولى بجوار لاوتارو مارتينيز، بينما ينتظر إسبوزيتو فرصته من على مقاعد البدلاء، في مباراة قد تكشف ملامح مستقبل هجوم إنتر بعد عامٍ من المعاناة الهجومية في عهد الثنائي ماركو أرناوتوفيتش ومهدي طارمي.

صيف مختلف.. بوني ينعش هجوم إنتر

خلال الصيف الماضي، اختار إنتر ميلان التحرك بهدوء وثقة لتعزيز خطه الهجومي. استثمر النادي ما يزيد قليلًا عن 25 مليون يورو (بما في ذلك المكافآت) للتعاقد مع المهاجم الفرنسي أنجي يوان بوني قادمًا من بارما، بعد توصية مباشرة من كيفو الذي آمن بقدراته منذ اللحظة الأولى.

لم يكن انضمام بوني وليد الصدفة، بل ثمرة متابعة دقيقة استمرت لعدة أشهر، وقرار واعٍ بمنح الفرصة للاعب شاب أظهر نضجًا كبيرًا في التعامل مع الكرة ورؤية فنية تتيح له التكيّف سريعًا مع منظومة الإنتر.

وبالفعل، تأقلم بوني بسلاسة داخل الفريق، وأظهر من اللحظات الأولى أنه لا يفتقر للثقة أو الشخصية. أضاف حضوره روحًا جديدة في خط الهجوم، وأعاد الشعور بالتوازن والعمق الذي افتقده إنتر كثيرًا الموسم الماضي.

بات لدى كيفو الآن تشكيل هجومي متنوع قادر على الصمود حتى في غياب تورام أو لاوتارو، بعدما شكّل بوني وإسبوزيتو معًا ثنائية مستقبلية تعد بالكثير. وقد بدا واضحًا منذ الأيام الأولى أن رهان إنتر عليه كان استثمارًا ذكيًا على المدى المتوسط والطويل.

كريستيان كيفو

موسم ماضٍ من المعاناة

ما يجعل الجماهير أكثر تفاؤلًا اليوم هو المقارنة المؤلمة بالموسم الماضي، حين عانى إنتر كثيرًا من غياب الفاعلية الهجومية مع الثنائي ماركو أرناوتوفيتش ومهدي طارمي.

النمساوي أرناوتوفيتش، رغم خبرته، فشل في ترك أي بصمة مؤثرة. لم يقدم الإضافة المنتظرة من لاعب يحمل سجلًا طويلًا في الدوري الإيطالي، واكتفى بالمشاركة في 28 مباراة بمجموع 908 دقائق لعب، سجل خلالها 7 أهداف فقط وقدم تمريرتين حاسمتين، دون أن يُظهر القدرة على تعويض غياب تورام أو لاوتارو وقت الحاجة.

أما الإيراني مهدي طارمي، القادم من بورتو بعد تجربة مبهرة في البرتغال، فقد تحوّل سريعًا إلى عبءٍ تكتيكي على الفريق. شارك في 43 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالها 3 أهداف فقط (منها هدفان من ركلات جزاء)، وقدم 9 تمريرات حاسمة، لكن أداءه افتقر للحسم والسرعة التي تتطلبها منظومة إنتر الهجومية.

غياب المردود الفعّال من الثنائي ألقى بظلاله الثقيلة على موسم الفريق، إذ افتقد إنتر العمق الهجومي اللازم للتدوير أو للتعامل مع حالات الغياب والإرهاق، وهو ما جعل الاعتماد على لاوتارو وتورام شبه مطلق، وأدى إلى إرهاقهما في الأمتار الأخيرة من الموسم.

بوني وإسبوزيتو.. ملامح ثنائية المستقبل

مع بداية الموسم الحالي، دخل بوني (21 عامًا) المشهد من أوسع أبوابه بعد أن تعاقد معه النادي ليكون البديل المباشر للثنائي الراحل طارمي وأرناوتوفيتش. ورغم أنه بدأ الموسم كخيار ثانوي، إلا أنه أثبت سريعًا أحقيته بالمنافسة على مركز أساسي.

شارك بوني كبديل في أول سبع مباريات، ونجح خلالها في تسجيل هدف واحد، لكن مباراته الأولى كأساسي أمام كريمونيزي قبل فترة التوقف الدولي كانت بمثابة الإعلان الحقيقي عن موهبته. في تلك المواجهة، ساهم بوني في الأهداف الأربعة التي سجلها إنتر، بعدما أحرز هدفًا وصنع ثلاثة، ليخطف الأضواء ويؤكد أنه أكثر من مجرد بديل.

في المقابل، يعيش فرانشيسكو بيو إسبوزيتو، ابن الـ22 عامًا، مرحلة نضج تدريجي بعد عودته من الإعارة. شارك في ست مباريات حتى الآن (اثنتان منها كأساسي)، وسجل هدفًا واحدًا، لكنه أظهر حركية كبيرة وقدرة على صناعة الفرص لنفسه ولزملائه. ربما لم يكن محظوظًا أمام المرمى في بعض المناسبات، لكن أداءه يشير بوضوح إلى أنه مشروع مهاجم من الطراز الرفيع.

هذا التنوع بين بوني السريع المباشر، وإسبوزيتو الذي يجيد اللعب بين الخطوط، يمنح كيفو مرونة تكتيكية لا تُقدّر بثمن، خصوصًا في ظل ضغط المباريات بين الدوري ودوري الأبطال.

ماركوس تورامEPA

غياب تورام.. اختبار جديد لهجوم إنتر

رغم التفاؤل بالثنائي الشاب، يبقى غياب ماركوس تورام مؤثرًا. المهاجم الفرنسي البالغ من العمر 28 عامًا كان أحد أعمدة إنتر في بداية الموسم، حيث شارك في 5 مباريات بالدوري الإيطالي جميعها كأساسي بمجموع 375 دقيقة، سجل خلالها 3 أهداف وقدم تمريرة حاسمة.

تورام لا يقتصر تأثيره على الأرقام، بل يتجسد في حضوره البدني وقدرته على خلق الفوضى في دفاعات الخصوم. فقد نفذ 17 تسديدة على المرمى (منها 6 بين الخشبات الثلاث)، 16 منها جاءت من داخل منطقة الجزاء، كما فاز بـ11 صراعًا هوائيًا واستعاد الكرة 10 مرات، منها 5 في الثلث الهجومي.

أما في دوري أبطال أوروبا، فقد واصل تورام تألقه، حيث شارك في مباراتين بمجموع 153 دقيقة، ساهم خلالهما بثلاثة أهداف (سجل هدفين وصنع ثالثًا)، وسدد 12 كرة على المرمى تنوعت بين القدمين والرأسيات، مع نسبة نجاح عالية في الالتحامات الهوائية بلغت 81%.

إن غيابه مؤقت، لكن هذه الفترة القصيرة دون وجوده ستكون فرصة ذهبية أمام بوني وإسبوزيتو لإثبات جاهزيتهما للعب أدوار أكبر. فربما لا يكون المطلوب منهما تعويضه بالأرقام نفسها، لكن المطلوب بالتأكيد هو الحفاظ على فاعلية الإنتر الهجومية وعدم فقدان النسق الذي بناه الفريق منذ بداية الموسم.

مستقبل مشرق للنيراتزوري

اليوم، يبدو أن إنتر يقطف ثمار التحول في استراتيجيته الهجومية. من الاعتماد على أسماء خبرة تقدمت في العمر، إلى الرهان على شباب متحمسين قادرين على التطور والتكيف.

بوني وإسبوزيتو يجسدان هذا التغيير بوضوح، وهما اليوم محور تفاؤل جماهير النيراتزوري التي ترى فيهما ملامح ثنائية جديدة قد تسير على خطى لاوتارو وتورام في السنوات القادمة.

وإذا تمكن الثنائي من استغلال فرصة الغياب المؤقت لتورام لتقديم أداء قوي أمام روما، فقد يكون ذلك الحدث الفاصل الذي يُطلق رسميًا مرحلة جديدة في هجوم إنتر ميلان، عنوانها: الشباب أولًا، والطموح لا يتوقف.