آخر تحديث للموقع : الأحد - 26 أكتوبر 2025 - 09:07 م
أقوال أم أفعال.. هل يطبق صلاح ما يعظ به الآخرين؟
الأحد - 26 أكتوبر 2025 - 02:05 م بتوقيت عدن
عدن سبورت - متابعات - كوورة
منذ سنوات، اشتهر محمد صلاح بتركيزه على الإعداد الذهني والتفاني في التدريب الذاتي. كان النجم المصري يكرر دوماً أهمية العمل على الجانب النفسي، مؤكداً أن "الشيء الرئيسي بالنسبة لي هو السيطرة على عواطفك".
فعلى سبيل المثال، تحدث عام 2019 عن نقص "التدريب العقلي" في المدارس، قائلاً باللهجة العامية المصرية: "إحنا ماتمرناش جامد هنا مينتاليتي، ما أخدناش حاجة عنها في المدارس.. إحنا ضعاف فيها".
هذه التصريحات التأملية جعلت البعض يعتبره قدوة في هذا المجال، خصوصاً مع نجاحاته التي اعتمد فيها على أساليب مثل التصور الذهني.
فبعد هدفه من ركلة الجزاء التاريخية أمام الكونغو عام 2017، والذي أهل مصر لمونديال 2018، روى صلاح كيف تخيل كل تفاصيل التسديد مسبقاً: "كنت أتخيل الجمهور يهتف، ومكان الكرة، وشكل الحارس.. كل التفاصيل عشتها في ذهني قبل حصولها".
لكن النبرة الهادئة والثقة التي طالما عُرف بها صلاح، تراجعت في بعض اللحظات أمام سلوكيات أكثر انفعالاً. ففي مارس 2021، بعدما قرر مدربه السابق يورجن كلوب استبداله أمام تشيلسي، غرّد وكيله رامي عباس بكلمة واحدة هي "نقطة"، ما أثار تكهنات واسعة حول سخط اللاعب.
خلاف علني
وفي مايو 2024، تصاعد الخلاف علنًا خلال مباراة ليفربول ووست هام يونايتد، حيث رصدت الكاميرات مواجهة كلامية بين صلاح وكلوب على الخط الجانبي.
ورغم محاولة المدرب الألماني تهدئة الأجواء بالقول إن "المسألة تم حلها تماما"، إلا أن رد صلاح حين قال "سيكون هناك نار إن تكلمت" كشف حجم التوتر بين الطرفين.
أما الأحدث، فكان تصرفه اللافت بعد جلوسه احتياطيًا أمام آينتراخت فرانكفورت في دوري أبطال أوروبا، الأسبوع الماضي، إذ قام بحذف صورته بقميص ليفربول من غلاف حسابه على منصة "إكس"، كما حذف وصف "لاعب ليفربول"، ما اعتُبر رسالة غضب صريحة من وضعه داخل الفريق.
وقد انتقد قطاع واسع من جمهور ليفربول هذا السلوك، معتبرين أن تراجع مستوى صلاح مؤخرًا لا يبرر تصرفاته، وأنه بات أكثر انفعالاً وأنانية، خاصةً بعد إضاعته فرصتين محققتين في مباراة مانشستر يونايتد.
ورغم الجدل، أصر المدرب الهولندي آرني سلوت على دعم صلاح، مؤكداً أن آخر ما يشغله هو احتمالية تراجع لاعبه ذهنياً، وأنه ما زال "محترفاً وقادراً على العودة".
دور رامي عباس
ويبرز في هذا الصدد دور وكيله رامي عباس، الذي يعتقد كثيرون أنه يسهم في تصاعد التوترات. فالوكيل المعروف بأسلوبه الحاد على مواقع التواصل، اعتاد إطلاق تغريدات غامضة تثير الجدل. ففي يوليو 2024 مثلاً، نشر سلسلة من رموز الضحك عند الحديث عن تجديد عقد صلاح، ما فتح باب الشائعات حول رحيله.
وفي فبراير 2025، أعاد نشر تغريدة تتحدث عن صدارة ليفربول بفارق 7 نقاط، معلقًا بأن "المدرب ممتاز في عمله"، ما فُسّر على أنه رسالة غير مباشرة لإدارة النادي، بشأن ملف تجديد عقد صلاح.
لكن هذه الأساليب لم تلقَ ترحيباً من الجميع، إذ قال الحارس الإنجليزي السابق ديفيد جيمس إن "تعليقات وكيل صلاح لن تغيّر شيئاً في موقف النادي.. الصراخ لا يصنع الصفقات".
وكرر عباس أيضًا تغريدات مثيرة للجدل ضد صحفيين، وهاجم بعض التقارير بعبارات ساخرة، ما أثار تساؤلات حول مدى تأثيره على تصرفات صلاح وصورته العامة.
بين التحليل النفسي والواقع العملي
يقف المحللون اليوم أمام صورتين متناقضتين لصلاح: الأولى للاعب مثابر يروّج لقوة الذهن والسيطرة على الانفعالات، والثانية لشخص يتأثر بالضغوط، ويعبّر عن غضبه بطرق غير مألوفة.
فالبعض يراها تحولات طبيعية لإنسان يعيش ضغطاً مستمراً، في قمة المنافسة الأوروبية، بينما يرى آخرون أن وكيله عباس يلعب دوراً مركزياً في صناعة هذه التوترات، مستخدماً المنصات الرقمية لتوجيه رسائل غير مباشرة للنادي.
ويواجه الفرعون المصري الآن اختباراً عملياً لكيفية السيطرة على عواطفه والمضي قدمًا، حيث تبدو مواقفه الأخيرة أقرب إلى ردود الفعل العاطفية، منها إلى التوازن الذي لطالما دعا إليه.. فهل لا يزال صلاح يطبق ما كان يعظ به الآخرين؟
ربما الإجابة ليست في تصريح أو تصرف واحد، بل في قدرته على استعادة هدوئه والاتساق مع نفسه، لأن جوهر "المينتالتي" الذي تحدث عنه يوماً، هو أن تحافظ على اتزانك حين تهتز الأرض من تحتك.
ويواجه ليفربول مأزقًا في الوقت الحالي، خصوصًا على الصعيد المحلي، حيث تكبد أمس السبت الهزيمة الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، بنتيجة (3-2) على يد مضيفه برينتفورد.
ورغم أن صلاح نجح في كسر صيامه التهديفي الأخير، بتسجيل الهدف الثاني في شباك أصحاب الأرض، إلا أن الدولي المصري سيكون عليه استعادة الكثير من مستواه الفني والذهني المعتاد، من أجل مساعدة الريدز على تصحيح المسار قبل فوات الأوان.
الأحد/26/أكتوبر/2025 - 09:07 م
الأحد/26/أكتوبر/2025 - 09:03 م
الأحد/26/أكتوبر/2025 - 02:20 م
الأحد/26/أكتوبر/2025 - 02:16 م