آخر تحديث للموقع : الأحد - 26 أكتوبر 2025 - 09:07 م

رياضة عالمية


المونديال عامل مهم.. حقيقة رحيل تير شتيجن عن برشلونة في الشتاء

الأحد - 26 أكتوبر 2025 - 02:09 م بتوقيت عدن

المونديال عامل مهم.. حقيقة رحيل تير شتيجن عن برشلونة في الشتاء

عدن سبورت - متابعات - كوورة

حسمت تقارير صحفية ألمانية الجدل الدائر حول مستقبل الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيجن مع برشلونة، بعد تضارب الأنباء في الأيام الأخيرة بشأن رغبته في الرحيل خلال سوق الانتقالات الشتوية المقبلة.

ووفقا لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فإن الحارس الألماني البالغ من العمر 33 عاما لا ينوي مغادرة برشلونة في الوقت الراهن، رغم وضعه المعقد داخل الفريق.

وبعد أن أكدت تقارير سابقة أن تير شتيجن، الذي يتعافى حاليا من إصابة في الظهر، يخطط للرحيل في يناير/كانون الثاني المقبل، عادت مصادر ألمانية لتؤكد أن اللاعب لم يتخذ أي قرار نهائي بعد، بل قد يختار البقاء مع النادي الكتالوني، مع وضع هدف المشاركة في كأس العالم 2026 نصب عينيه.

وأوضحت صحيفة "بيلد" الألمانية أن تير شتيجن يركّز حاليا على التعافي الكامل والعودة إلى الملاعب في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، قبل اتخاذ أي خطوة بشأن مستقبله.

ونقلت الصحيفة عن شتيجن أنه "يريد أولا أن يكون جاهزا بدنيا وأن يعود للعب خلال الشهر المقبل، ثم سيملك الوقت الكافي حتى الميركاتو المقبل ليقاتل على مركزه الأساسي. وإذا اتضح لاحقا أنه لا يملك فرصة للعب، فحينها قد يفكر في الرحيل خلال الشتاء".

ويتعافى تير شتيجن من عملية جراحية في الظهر أبعدته عن المشاركة مع الفريق وأفقدته مركزه الأساسي لصالح الحارس الشاب خوان جارسيا.

ويأتي ذلك في وقت شدّد فيه المدير الفني للمنتخب الألماني جوليان ناجلسمان (38 عاماً) ومدير الاتحاد الألماني رودي فولر (65 عاما) على أن الحارس لن يشارك في مونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك 2026 (المقرر بين 11 يونيو/حزيران و19 يوليو/تموز) إلا إذا كان في كامل لياقته البدنية ويشارك أساسيا مع فريقه.

وبذلك، يبدو أن تير شتيجن لم يحسم مستقبله بعد، وأن احتمالية بقائه في برشلونة ما زالت قائمة، رغم الضغوط التي يعيشها بسبب الإصابة والمنافسة على مركز الحراسة الأساسية.

مسيرة مميزة

يعد مارك أندريه تير شتيجن واحداً من أبرز حراس المرمى في العالم خلال العقد الأخير، بفضل ما يتميز به من هدوء وثبات وثقة عالية في التعامل مع الكرة، سواء بقدميه أو بيديه. وُلد الحارس الألماني في مدينة مونشنجلادباخ يوم 30 أبريل/نيسان عام 1992، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي بوروسيا مونشنجلادباخ، الذي مثّل له محطة الانطلاق نحو النجومية.

تدرّج تير شتيجن في مختلف فئات النادي السنية حتى وصل إلى الفريق الأول في موسم 2010-2011، وهناك برز بسرعة بفضل ردّات فعله السريعة وقدرته المميزة على بناء اللعب من الخلف. وفي عمر 19 عاما فقط، أصبح الحارس الأساسي لفريقه، حيث أسهم في إنقاذ مونشنجلادباخ من الهبوط، ليحظى بعدها بإشادة واسعة من الجماهير والصحافة الألمانية، التي وصفته بأنه "خليفة مانويل نوير".

خلال أربعة مواسم قضاها في الدوري الألماني، خاض تير شتيجن أكثر من 100 مباراة رسمية مع مونشنجلادباخ، وتميز بقدرته على التصدي لركلات الجزاء وبأسلوبه العصري الذي يجمع بين الشجاعة والدقة في التمرير. وكان من الطبيعي أن تجذب موهبته أنظار كبار أوروبا، ليعلن برشلونة في صيف عام 2014 تعاقده مع الحارس الألماني مقابل نحو 12 مليون يورو، ليكون خليفة للحارس الأسطوري فيكتور فالديز.

ورغم أنه بدأ مسيرته مع برشلونة كحارس لمباريات دوري أبطال أوروبا وكأس الملك فقط، خلفا للحارس كلاوديو برافو الذي كان يشارك في مباريات الدوري، فإن تير شتيجن استطاع أن يفرض نفسه تدريجيا بفضل أدائه الرائع في البطولات القارية، خصوصا في موسم 2014-2015 حين لعب دورا محوريا في تتويج برشلونة بالثلاثية التاريخية: الدوري الإسباني، كأس الملك، دوري الأبطال.

الحارس الأول

في موسم 2016-2017 أصبح تير شتيجن الحارس الأول لبرشلونة بعد رحيل برافو إلى مانشستر سيتي، ومنذ ذلك الحين لم يتزحزح عن مركزه الأساسي، مقدما مستويات ثابتة جعلته أحد قادة الفريق داخل غرفة الملابس. تميّز الحارس الألماني بقدرته الكبيرة على اللعب بالقدمين، ما جعله مثالا للحارس العصري الذي يشارك في بناء الهجمة من الخلف، وهو أسلوب يتوافق تماما مع فلسفة برشلونة في الاستحواذ والتمرير.

حقق تير شتيجن مع برشلونة العديد من الألقاب، أبرزها الدوري الإسباني 6 مرات، وكأس الملك 6 مرات أيضا، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا 2015 وكأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي والإسباني. وقد شكّل على مدار سنوات أحد أعمدة الفريق إلى جانب نجوم مثل ميسي وبوسكيتس وبيكيه.

أما على الصعيد الدولي، فقد مثّل تير شتيجن المنتخب الألماني في مختلف الفئات السنية قبل أن يخوض أولى مبارياته مع المنتخب الأول عام 2012. ورغم المنافسة الشرسة مع مانويل نوير، كان دائما الخيار الثاني الموثوق في صفوف "المانشافت".

يعرف تير شتيجن بشخصيته الهادئة وانضباطه الشديد، إلى جانب التزامه المهني الكبير داخل وخارج الملعب. ورغم مروره بفترات صعبة بسبب الإصابات، وخاصة إصابة الظهر التي خضع بسببها لجراحة في 2023، فإن الحارس الألماني لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد أفضل حراس المرمى في أوروبا، بفضل خبرته الطويلة وأدائه المتوازن وقدرته على قيادة الدفاع بثقة عالية.

ومع اقترابه من منتصف الثلاثينيات من عمره، يواصل تير شتيجن مسيرته مع برشلونة والمنتخب الألماني بطموح كبير لاستعادة كامل لياقته والمشاركة في كأس العالم 2026، في محاولة أخيرة لتثبيت اسمه كواحد من أعظم الحراس في جيله.